قُتل ما لا يقل عن 15 شخصا وأصيب عدد آخر بجروح، اليوم الأربعاء 29 يناير، في براياجراج في شمال الهند، جراء التدافع خلال المهرجان الهندوسي الضخم كومبه ميلا الذي يُنظم كل 12 عاما. يُعرَّف هذا التجمع بأنه الأكبر على الإطلاق لأنه يجتذب عشرات الملايين من الحجيج من كل أنحاء الهند وخارجها للاغتسال عند التقاء النهرين المقدسين لدى الهندوس، نهر الغانج ويامونا. وقال طبيب في خيمة المستشفى التي أقيمت في موقع المهرجان إلى حيث نُقل الضحايا لوكالة فرانس برس شرط عدم الكشف عن هويته "تسلمنا 15 قتيلا على الأقل حتى الآن". اقرأ أيضًا: عرض مغر من إدارة ترامب للموظفين الحكوميين ولم تنشر السلطات أي أرقام بعد، فيما قدّم رئيس الوزراء الهندوسي القومي المتشدد ناريندرا مودي "خالص تعازيه للذين فقدوا أحد أحبائهم". وتفيد شهادات جمعتها وكالة فرانس برس بأن الحادث وقع في منتصف الليل بينما كان الحجيج يتجهون نحو ضفاف النهر للاغتسال الأربعاء، وهو اليوم الأكثر أهمية في المهرجان. وقال رينو ديفي (48 عاما) "كنت جالسا قرب أحد السواتر وراح الجميع يتساقطون فوقي مع تحرك الحشد... وعندما كبرت الجموع، سُحق الشيوخ والنساء تحت الأقدام". تدخل بعض أفراد الحشد والمسعفون بسرعة لإجلاء الضحايا وكان بعضهم فاقدي الوعي، بين أكوام الملابس والأحذية والأشياء المتروكة وسط حالة من الذعر، وفق مصور وكالة فرانس برس. وأضاف ديفي "دهسوا زوجة ابني هوكوم لودي. لقد أنقذناها وابنتها البالغة 15 عاما. نجت الفتاة لكن زوجة ابني توفيت". سوء إدارة وسارع زعيم المعارضة الهندية راؤول غاندي إلى تحميل السلطات مسؤولية الحادث. وقال زعيم حزب المؤتمر على مواقع التواصل الاجتماعي إن "سوء الإدارة والأفضلية التي خصت بها السلطات للشخصيات البارزة على حساب المؤمنين البسطاء هما المسؤولان عن هذا الحادث المأسوي". في وقت سابق، قال يوجي أديتياناث رئيس وزراء ولاية أوتار براديش "من الصعب للغاية السيطرة على مثل هذه الجموع... سلامة الحجيج هي الأهم بالنسبة إلينا". روَّجت حكومة مودي للمشاركة في مهرجان كومبه ميلا 2025. ورغم إلغاء جماعة أكارا الدينية طقوس الاغتسال الأربعاء، لم يردع الحادث أعدادا كبيرة من الحجاج من النزول في المياه. وقالت حكومة ولاية أوتار براديش إن عدة ملايين من الأشخاص كانوا قد استحموا قبل الظهر. تتكرر الحوادث المميتة خلال التجمعات الدينية الكبيرة في الهند بسبب سوء إدارة الحشود والثغرات الأمنية. وفي تموز/يوليو الماضي، قُتِل أكثر من 120 شخصا في ولاية أوتار براديش أثناء تدافع في تجمع حضره أكثر من 250 ألف شخص للاستماع إلى واعظ هندوسي شهير. حوادث سابقة كما شهد مهرجان كومبه ميلا حوادث تدافع مميتة في الماضي. ففي عام 1954، قُتل أكثر من 400 شخص، دهسا أو غرقا، في يوم واحد. وخلال دورته السابقة في عام 2013، سُجلت خلال المهرجان 36 وفاة أثناء حركة الحشود الضخمة في محطة براياغراج. بدأ المهرجان الحالي في 13 كانون الثاني/يناير إلى 26 شباط/فبراير وأعلنت السلطات أن عدد المشاركين فيه بلغ أكثر من 400 مليون، ما يجعل هذا التجمع الأكبر على الإطلاق. وتسمح طقوس غمر الجسد بمياه النهرين المقدسين وفقا للتقاليد الهندوسية للمشاركين بغسل خطاياهم وتحرير أنفسهم من دورة الولادة الجديدة والتناسخ. واستقطبت الدورة السابقة للمهرجان 120 مليون حاج، بحسب السلطات. وللمقارنة، فإن الحج إلى مكةالمكرمة في المملكة العربية السعودية جمع نحو 1,8 مليون مسلم في عام 2024. ولاستيعاب القادمين للمشاركة في كومبه ميلا، بنى المنظمون مدينة من الخيام والمباني الجاهزة على مد النظر حول ضفاف الأنهار، تغطي مساحة تعادل ثلثي شبه جزيرة مانهاتن في نيويورك. ونشر أكثر من 40 ألف شرطي للحفاظ على النظام وفقا للسلطات التي نصبت هذا العام شبكة من الكاميرات والطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي لإحصاء الحشود وإدارة تحركاتها.