تحريك المشاعر عبر الخطابات فن يستخدمه البعض لاستمالة الرأى العام، هو «الديماجوجية» أى الأسلوب الذى يعتمد على التلاعب بعواطف الناس ويعمد إلى استخدام الأكاذيب والمبالغات لإثارة المشاعر وتحقيق المكاسب السياسية والاجتماعية.. اليوم استخدام الأساليب الخطابية والكلامية عبر منصات التواصل أو فى بعض القنوات الفضائية وفى الشوارع أيضا، شائع لاستثارة عواطف دون حجج عقلانية أو أدلة وشواهد منطقية ولا حتى معلومات وحقائق موضوعية، ولن أقول إنها تفتقر إلى «تحليل عميق» لمجريات الأحداث؛ لأنها بعيدة كل البعد عن هذا المصطلح.. يمكن يكون الأمر مقبولا وصحيا لولا ثبوت استخدام «الديماجوجى» عواطف ومشاعر الجماهير لتكون أداته الوحيدة تقريبا، لكسب التأييد والظهور بمظهر الحريص على الأمة وناسها، يمسك «المايكروفون» أو حتى يعتمد على «شدة وقوة أحباله الصوتية» فى «الصراخ» ليظهر على أنه «صوت الناس» والمدافع عن قضايا الأمة.. يغفل صاحبنا «الديماجوجى» فى كثير من الأحيان عن أن الاعتماد على العاطفة وحدها لكسب التأييد، لا يأتى أكله على المنظور البعيد، ذلك أن مشاعر الغضب والخوف وحتى الأمل هى آنية لا تنفع إلا لتبسيط القضايا وليس حلها.. اليوم البعض يعمد لكسب الدعم عن طريق حشد اللوم بل وتقسيم الوطن إلى «نحن» و«هم»، وهذا كله ينطوى على تحريض وكيل تهم التقصير فى خطاب غير عقلانى ولا موضوعى لنيل الجماهير، وحتى هذه عزيزى «الديماجوجى» لا يمكنك البناء عليها، لأنها تعزز النقد وتزيد من التوتر الاجتماعى والسياسى أيضا، وتضعف النقاشات العقلانية؛ مما يعزز التشرذم والانقسام والعداء وتكون أنت مجرد «ببغاء» ولن أقول «حصان طروادة» تم حشوها لغرض فاسد.. كما أنه وإن حصدت «لايكات» و«مشاركات» و«رنولك الجرس» لا يمكن اعتبارك منتصرا ولا ناصرا لما تنادى به، ف «المتغطى بتمويل الوصول الأكبر عبر السوشيال ميديا والمايكات ..عريان»!!.. والله من وراء القصد..