تُعد كأس الملك الشاب توت عنخ آمون واحدة من أبرز التحف الفنية التي تجسد عظمة وإبداع الحضارة المصرية القديمة، منحوته بدقة فائقة من حجر المرمر على هيئة زهرة اللوتس التي تقترب من التفتح، تعكس هذه الكأس روح الجمال والرمزية العميقة التي اتسمت بها مقتنيات هذا الفرعون الشاب. الكأس ليست مجرد قطعة فنية، بل تُعد وثيقة تاريخية منقوشة بألقاب ملكية تجمع بين الملك توت عنخ آمون وزوجته الملكية العظيمة عنخ إسن آمون، لتروي لنا جوانب من حياتهما وعصرهما. أولاً: وصف الكأس وتصميمها تتميز الكأس بتصميم استثنائي يعكس براعة الفنان المصري القديم. الكأس منحوتة من حجر المرمر النقي على شكل بتلة زهرة اللوتس، التي تحمل رمزية الخلق والنقاء في الثقافة المصرية القديمة، التفاصيل المنحوتة بدقة تُظهر مهارة فنية متقدمة، حيث تم المزج بين الشكل الفني والتعبير الرمزي. ثانياً: النقوش الملكية ودلالاتها تزين الكأس نقوش ملكية توضح ألقاب الملك توت عنخ آمون وزوجته الملكية، وهي موزعة على ثلاثة أعمدة: 1. العمود الأول: ألقاب الملك توت عنخ آمون كإله طيب وسيد الأرضين "نثر نفر نب تاوي، نب خبرو رع" تُترجم إلى "الإله الطيب، سيد الأرضين، سيد أقانيم رع". 2. العمود الثاني: ألقاب الملك توت عنخ آمون كابن للإله رع "سارع نب خعو، توت عنخ أتن حقا أونو شمع". تُترجم إلى "ابن رع، سيد التجليات (الإشراقات)، توت عنخ أتون، المظهر الحي لأتون، حاكم جنوب أون". 3. العمود الثالث: ألقاب الملكة عنخ إسن آمون "حمت نسوت ورت، عنخ إسن أتن". تُترجم إلى "الزوجة الملكية العظيمة التي تحيا لأتون". ثالثاً: مكان العرض الحالي وأهميته الكأس واحدة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون التي تمثل جزءًا من كنوز الحضارة المصرية القديمة. تُعرض هذه التحفة حاليًا في المتحف المصري الكبير بمنطقة الهرم – الجيزة، حيث تُعد رمزًا للإبداع المصري القديم ومصدر إلهام عالمي. عظمة أجدادنا المصريين هذه الكأس ليست مجرد قطعة فنية أو أثر تاريخي، بل هي نافذة تطل على عبقرية الأجداد المصريين الذين تركوا إرثًا خالدًا يُبهر العالم حتى اليوم، إنها شهادة على رقيهم الفني وتقديرهم للرموز والطقوس التي خلّدت اسمهم في سجلات التاريخ.