◄ ابتكاراتنا ستغير مستقبل التنقل الكهربي نحو الحياد الكربوني بالتزامن مع أسبوع الحرائق التي شهدتها ولاية كاليفورنيا، كان الإعلان عن اختيار الباحث ذى الأصول المصرية د. ماهر القاضي، الأستاذ المساعد للكيمياء والكيمياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا، كأحد «أكثر 10 قادة مؤثرين فى مجال التنقل الكهربى لعام 2025» وفقا لمجلة «CIOLOOK» الأمريكية. ومع التقارير الواردة من كاليفورنيا، والتى تتحدث عن معاناة سكان الولاية، توقعت ألا يجد طلب الحوار مع الدكتور القاضى بمناسبة هذا التكريم غير المسبوق، قبولا فى الوقت الراهن، ولكن كانت المفاجأة فى قبوله الدعوة بصدر رحب، حيث التقيته عبر تطبيق زووم، وكان اللافت بالنسبة لى، أنه رغم الأجواء المتوترة بسبب الحرائق، لم يتخل عن ابتسامته المميزة التى باتت علامة على ثقته بمستقبل واعد للطاقة النظيفة، حيث أسهم بشكل فعال فى تحويل الأفكار العلمية إلى واقع ملموس من خلال ابتكاراته فى مجال تخزين الطاقة.. سألته فى البداية «عن شعوره بعد اختياره كأحد أكثر 10 قادة مؤثرين فى مجال التنقل الكهربى لعام 2025»، وفقًا لمجلة CIOLOOK الأمريكية، فأجاب بابتسامة هادئة: «هذا الاختيار جاء تكريما لإسهاماتى فى تطوير تقنيات تخزين الطاقة وبطاريات الليثيوم أيون، والتى تساهم فى تشكيل مستقبل التنقل الكهربي». ويضيف القاضي: «المجلة تهتم بتسليط الضوء على الشخصيات المؤثرة فى مجال التكنولوجيا والابتكار، واختيارها لى يُعد اعترافا بالربط الذى نجحت فى خلقه بين البحث العلمى والصناعة». ◄ اقرأ أيضًا | أثرياء لوس انجلوس بين نيران حرائق كاليفورنيا ونهب اللصوص ◄ من البحث للصناعة وعن الآلية الذى قادته لتحقيق هذا الرابط، أوضح القاضي: «لقد جاء ذلك من خلال مشاركتى فى تأسيس شركة (نانوتك إنيرجي)، حيث نسعى لإعادة تشكيل صناعة البطاريات التى تواجه تحديات كبيرة مثل ارتفاع الأسعار والطلب المستمر من السوق على بطاريات قادرة على تخزين كمية أكبر من الشحنة، ومن هنا، وعلى مدار العشر سنوات الماضية، قمت بقيادة فريق كبير داخل الشركة لتطوير الجيل القادم من بطاريات الليثيوم أيون، والتى تهدف إلى حل هذه المشكلات بشكل فعّال». ثم تحدث بشغف عن تحديات العمل البحثى فى مصر، مشيرا إلى أن «غياب الإجراءات الواضحة والمحددة فى مصر هو ما يعيق تحقيق التواصل بين البحث العلمى والصناعة». وعن مستقبل الطاقة، يشير القاضى إلى أهمية التحول من الوقود الأحفورى، قائلا: «شركتنا نانوتك إنيرجى تهتم بالجيل القادم من البطاريات، الذى سيساعد على التحول نحو كهربة كل شىء من أجل الوصول إلى الحياد الكربونى، وقد نجحنا بالفعل فى إنتاج بطاريات تُستخدم فى التشغيل التجريبى لمراكز البيانات لشركات الاتصالات، ونعمل حاليا على تطوير بطاريات لوسائل النقل الصغيرة مثل الإسكوتيرات والدراجات الإلكترونية». ◄ الأمان والاستدامة وعندما سألته عن الميزة التنافسية التى تراهن عليها شركته، قال بحماس: «نراهن على عنصر الأمان، فقد أجرينا تجارب قاسية تعرضت فيها البطاريات المتاحة وأغلبها صينية الصنع للانفجار، بينما تحملت البطاريات الخاصة بنا تلك الظروف بنجاح». وفيما يتعلق بمخاطر البطاريات التقليدية، أشار القاضى إلى إحصاءات مثيرة للقلق وهى أنه «فى ولاية نيويورك وحدها، حيث يستخدم 10 آلاف عامل توصيل الإسكوتر والدراجات الإلكترونية بشكل يومى، تسببت انفجارات البطاريات التقليدية فى 28 حادثة عام 2019 بينما ازداد الوضع سوءا فى غضون 4 سنوات فقط حيث ارتفع هذا الرقم الى 268 حادثة فى 2023، مما أسفر عن وفاة 18 فردا، ولذلك تسعى الولاية لإيجاد حل جذرى لهذه المشكلة قبل أن تتفاقم الأمور». ◄ اقرأ أيضًا | وأضاف: «نراهن أيضا على ميزة الاستدامة البيئية، حيث نسعى لإعادة تدوير البطاريات القديمة واستخدام أجزاء منها فى إنتاج الأنواع الجديدة.» وفى ختام الحديث عن شركته، أوضح الدكتور القاضي» شركتنا تسعى لإعادة تشكيل قطاع الطاقة فى الولاياتالمتحدة والمساهمة فى التحول العالمى للطاقة، بدأنا من خلال مصنع متوسط الحجم لإنتاج البطاريات المتطورة بقدرة 150 ميجاواط/ساعة فى كاليفورنيا ونخطط لإنشاء مصنع كبير بسعة تتعدى 10 جيجاواط/ساعة فى المرحلة القادمة». ◄ التغيرات المناخية وعند الانتقال للحديث عن البيئة، أضاف القاضى بقلق واضح: «نيران حرائق الغابات الأخيرة فى كاليفورنيا، والتى تعتبر أحد التداعيات الخطيرة للتغيرات المناخية، ستحفز التحول نحو البطاريات كبديل للوقود الأحفورى، فولاية كاليفورنيا تهتم بشكل كبير بالطاقة المتجددة، وقد تم تشغيل الشبكة الكهربائية بالولاية لمدة 9 ساعات يوميا بالطاقة الشمسية، ولكن لتحقيق المزيد، نحتاج لتخزين الطاقة لاستخدامها ليلا». وقبل أن نختم اللقاء، سألت الدكتور القاضى عن جائزة الباحثين الشباب من دورية «إنيرجى ستوريج ماتيريالز»، والتى كان أول مصرى وعربى يحصل عليها العام الماضى، فأجاب بتواضع: «الجائزة تعترف بالجهود التى بذلتها فى مجال تخزين الطاقة، وأشعر بالفخر لأننى جزء من مجتمع عالمى يعمل على تطوير تقنيات تساعد فى بناء مستقبل أكثر استدامة».