لم يلجأ «ماركو روبيو» وزير خارجية أمريكا الجديد للديبلوماسية وهو يعلن سياسة وزارته فى الولاية الثانية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب. قالها الرجل وبأعلى صوته إن سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب الخارجية ستكون «مبنية على مصلحة الولاياتالمتحدة أولا». وأكد، فى خطاب عقب أداء القسم الوزاري، أن سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية ستكون عملية وواقعية، قائلا «إذا تقاطعت مصالحنا مع مصالح الآخرين فسنعمل معهم». وإمعاناً فى الوضوح وعدم المواربة وفى الوقت الذى شدد فيه على أن الولاياتالمتحدة ستسعى إلى «منع الصراعات وتجنبها»، أكد أن ذلك «لن يكون على حساب أمننا القومى أو مصالحنا الوطنية أو قيمنا». وأضاف :»مهمتى لن تكون سهلة وسنكون مدافعين عن قيمنا»، قائلا «مهمتنا تعزيز السلام فى أنحاء العالم» و»ندعو إلى نشر السلام فى مختلف أنحاء العالم لأن هذا يخدم مصالحنا الوطنية»، باعتبار أنه «لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون أمة قوية دون سلام». اقرأ أيضًا | قرارات اليوم الأول ترسم ملامح ولاية ترامب الثانية كان مجلس الشيوخ الأمريكي، قد صادق، بالإجماع على تعيين ماركو روبيو، مرشح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لوزارة الخارجية. روبيو أول أمريكى من أصول كوبية يتولى هذا المنصب، وهو أيضا أول عضو فى إدارة ترامب الجديدة يحظى بموافقة مجلس الشيوخ. ومعروف عن روبيو مواقفه المناهضة للصين وروسياوإيران. فخلال عمله فى لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، كان من أبرز المطالبين بسياسة أمريكية خارجية أكثر صرامة. وكان من أشد المنتقدين لسياسة الرئيس السابق جو بايدن تجاه طهران. وخلال جلسة المصادقة على تعيينه وزيرا للخارجية، دعا روبيو إلى فتح المجال لأى ترتيب قد يؤدى إلى السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، لكنه شدد على ضرورة الحذر فى التعامل مع إيران. وأشار إلى أن أى تنازلات تُقدّم لإيران يجب أن تأخذ فى الاعتبار احتمال أن تحاول طهران استخدامها لتعزيز قدراتها العسكرية ودعم جماعات مثل حزب الله. وفيما يتعلق بأوكرانيا، أكد روبيو خلال جلسة الاستماع أن التفاوض هو الحل الوحيد أمام كييف لإنهاء الحرب. وانتقد استمرار المساعى لمساعدة أوكرانيا على استعادة الأراضى التى استولت عليها موسكو، على اعتبار أن استمرار الحرب لا يؤدى إلا إلى سقوط مزيد من القتلى، دون وجود إمكانية لتحقيق نصر حاسم على جانبى القتال. وكان روبيو من بين 15 سيناتورا جمهوريا صوتوا ضد حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا، التى تم تمريرها فى أبريل الماضي. الخبراء رصدوا أن ماركو روبيو قد عدّل مواقفه لتتماشى أكثر مع مواقف دونالد ترامب حول قضايا مثل الحرب فى أوكرانيا والهجرة. وفى حين كان روبيو من مؤيدى وجود عسكرى قوى فى الخارج، كان ترامب يركز على تجنب التدخلات العسكرية. لذلك، انتقد روبيو سياسة ترامب الخارجية فى 2019، خاصة فى سوريا، لكنه مؤخرا، أصبح أكثر مرونة وتماشى مع نهج الرئيس ال47. وبخصوص الحرب فى أوكرانيا، دعم روبيو كييف فى 2022، واصفًا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ب»القاتل» وشكك فى صحته العقلية. ولكن روبيو يدعو كييف للدخول فى تسوية تفاوضية مع روسيا، لذلك، صوّت ضد المساعدات العسكرية لأوكرانيا فى أبريل. من ناحية أخرى وصف روبير الهند وأستراليا واليابان بأنهم حلفاء وهو ما يمثل تغييرًا كبيرًا فى اللغة الدبلوماسية الأمريكية تجاه الهند. لكن فى المقابل، لم تستخدم الهند مصطلح «حليف» عند حديثها عن الولاياتالمتحدة، بل تفضل التعبير عن نفسها ك «شريك» أو «صديق» كما هو الحال فى سياقاتها السابقة. وفى أول اجتماع وزارى ضمن إطار الاتفاق الأمنى الرباعى وبعد تنصيب ترامب، التقى جايشانكار وزير خارجية الهند مع روبيو ومستشار الأمن القومى الأمريكي، مايك والتز، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، كما اجتمع مع وزراء خارجية اليابان وأستراليا وأمريكا. وناقش الجانبان القضايا الإقليمية والفرص المتاحة لتعميق العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالهند فى مجالات عدة، مثل التعاون الدفاعي، الطاقة، والتكنولوجيا المتقدمة. كما تم التركيز على أهمية تعزيز منطقة المحيطين الهندى والهادئ المفتوحة والمجانية، فى مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة. وتشير هذه الخطوات إلى أن إدارة ترامب كانت عازمة على توثيق العلاقات مع الهند، باعتبارها شريكًا استراتيجيًا فى المنطقة، لتوسيع شبكة تحالفاتها فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ، والتى تشهد تحولات سياسية كبيرة خلال السنوات التى تولى فيها جو بايدن رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. سعى روبيو لنيل ترشيح الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية لسنة 2016، لكنه فشل أمام دونالد ترامب الذى فاز بالنهاية. وشهدت العلاقة بين روبيو وترامب صداما كبيرا فى 2016 بشأن إسرائيل، واتهم ترامب بأنه «مناهض لإسرائيل».ثم أصبح من الداعمين للرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية لعام 2024، وكان من أبرز المرشحين لشغل منصب نائب الرئيس. ورغم دعمه القوى لإسرائيل فى الماضي، غيّر روبيو موقفه فى أبريل عندما صوّت ضد حزمة تمويل لصالح الدولة العبرية. هذه الخطوة تعكس تحولًا أوسع نحو سياسة خارجية أكثر حذرًا تتماشى مع سياسة ترامب، وفق مراقبين. ويصف روبيو رؤيته لأمريكا بأنها «أعظم دولة عرفها العالم على الإطلاق»، مؤكداً ضرورة إعادة التوازن للاقتصاد الأمريكي، وإعادة بناء القوة العاملة من خلال التعليم والتدريب.