لم يكن الطيران المدنى معروفا وكان غريبا عندما بدء فى الربع الأول من القرن الماضى، خاصة خلال انتشاره على مستوى العالم كوسيلة للنقل مما تتطلب تجهيز قواعد له خلال الهبوط والاقلاع . فعندما ظهر الطيران المدنى في عام 1929م، وكانت هذه المرحلة تتطلب وجود مراقب في مكان بارز في المجال الجوي، وكان على هذا المراقب أن يستخدم الأعلام الملونة للتواصل مع الطيارين لتنظيم الهبوط والإقلاع، كان العلم الأخضر يشير للطيارين بمواصلة إقلاعهم أو هبوطهم كما هو مخطط له، بينما يشير العلم الأحمر إلى أن الطيارين سيحتفظون بمواقعهم حتى يقرر المراقب أنه من الآمن الاستمرار. وبسبب الطقس العاصف أو الازدحامات الشديدة بدأ استخدام البندقية الضوئية ، وهي جهاز يسمح لوحدة التحكم بتوجيه شعاع ضيق من الضوء الملون عالي الكثافة إلى طائرة معينة، ومن الملفت أن بنادق الضوء ما زالت مستخدمة إلى اليوم في معظم أبراج التحكم؛ حيث يتم استخدامها للتواصل عندما تكون أجهزة الراديو في برج المراقبة أو الطائرة معطلة. لاشك ان عالم المراقبة الجوية من الانظمة المهمة لضمان السلامة وتنظيم حركة الملاحة لسلامة الطيران المدنى فى العالم ويشكل نظام التحكم الذي يدير الحركة الجوية لمنطقة أو بلد ما لجميع الطائرات التي تطير في مجالها الجوي، وتعمل على تنظيم الملاحة بالتنسيق مع المطارات الأخرى ،بما يضمن الفصل بين الطائرات أثناء رحلاتها وإقلاعها وهبوطها؛ لأن قائد الطائرة يرى مسافة 10 ميل أى ما يعادل دقيقة واحدة طيران. وقد وصلت مصر لمرحله متقدمه فى المراقبة الجوية بتطبيق احدث التكنولوجيا فى العالم وأقامت أكاديمية لتعليم المراقبة الجوية تخرج كوادر يمثلون الثروة البشرية فى ذلك الشأن . ونجد ان الملاحة الجوية هي أهم المشروعات التى تم تنفيذها من الشركه الوطنيه للطيران، خلال الفترة الماضية وأيضا المشروعات الأخرى الجارى العمل بها. و تعزز استمرارية النظم الرادارية بالجهود الذاتية لتأمين الحركة الأرضية، لحين إتمام عمليات التطوير، وهو ما يعكس الآداء الفني للشركة، وما له من مردود إيجابي على المال العام. إضافة الى ذلك صيانة وإتمام الفحص الجوي لعدد (19) نظاما للطرق الجوية وعدد (18) نظام هبوط آلي بالمطارات المصر ونرى كوادر نسائية تمثل 30 سيدة على مستوى مصر فى المراقبة الجوية والبداية 2005 ويعملن فى هذا الحقل الهام لسلامة الطائرات، وعلى سبيل المثال كابتن جيلان ياسر وكابتن إسماء أحمد وكابتن دينا عبد الغنى ، التى تعمل فى برامج المراقبة، وقد تناقشت معهم فى اختيارهم لهذه المهنة الصعبة كأول مصرية بشركة الملاحة الجوية، تتولى منصبا إداريا ،ووجدت أن الأصرار على النجاح ساهم بشكل كبير بالدخول فى تنافس داخل الشركة مع الزملاء، مما أدى إلى وجود مناخ ناجح ومتقدم داخل منظومة الملاحة الجوية. وذلك أدى الى تفوق مصر على مستوى افريقياوتصدرها الريادة على مستوى الوطن العربى ،وقيام الكوادر المصرية بتدريب الأجانب على الملاحة الجوية، مع إتباع أفضل المواصفات العالمية، ومواكبة التطورات التكنولوجية في مجال نظم الاتصالات والرادارات وأنظمة الملاحة الجوية، مما يعزز من ريادة الشركة فى الحصول على مثل هذه الشهادات والاعتمادات الدولية، ويسهم في الارتقاء والنهوض بمنظومة الطيران المدني المصري. ويخضع المراقبين الجويين في مصر وعالميًا أيضًا إلى عمليات تقييم دورية ما بين كل عامين تكون طبية، وكل ثلاثة أعوام للغة الإنجليزية ،طوال ممارسة عملهم في مهنة المراقبة الجوية، وذلك وفقا للمتطلبات العالمية الدولية من الصلاحية الطبية والصلاحية اللغوية ( اللغة الإنجليزية). حقا منظومة الطيران المدنى تعمل بخطوات جادة، وتعمل على رؤية الدولة 2030 حفظ الله مصر [email protected]