على يد المغول كانت نهاية دولة بيروبيجان اليهودية التى قامت فى القرن العاشر الميلادى وتحديدًا فى عام 650م، وتم تدميرها فى عام 1223م، أثناء غزوات المغول للقرم. وبعدها عاش اليهود فى أوروبا بعد القرن الثالث عشر الميلادى فى ظروف صعبة ومتنوعة. وتذكر المراجع التاريخية أنهم تعرضوا للاضطهاد والقتل فى أوروبا على وجه التحديد، بينما كان وجودهم فى الخلافة والممالك الإسلامية أكثر راحة واندماجا، لكن المراجع اليهودية مثل «تاريخ اليهود» لميل كومينسكى، و»اليهود فى أوروبا» لجون كوجان، ركزت على ما عاناه اليهود فذكرت أمثلة لاضطهاد اليهود فى إسبانيا (1391): قتل أكثر من 100.000 يهودى. والطرد من إنجلترا (1290) والطرد من فرنسا (1306) . ركزت المراجع اليهودية على الاضطهاد وناقضت نفسها بعدم ذكر أسبابه، رغم ما كانوا يتمتعون به من وضعيات اقتصادية؛فاليهود كانوا يمتلكون مهارات مالية وتجارية، مما جعلهم يتحكمون فى التجارة والقروض. لكنهم كانوا يتعاملون بنظرية شايلوك تاجر البندقية وهى إحدى أشهر مسرحيات الكاتب الإنجليزى ويليام شكسبير، التى حظيت بدراسة مستمرة من النقاد العالميين، ومعاداة من قبل التوجه الرسمى لليهود بسبب شخصية شايلوك المثيرة للجدل وفى المسرحية خيوط أخرى تتحدث عن عداء المسيحيين لليهود، وعن الحب والثروة والعزلة والرغبة فى الانتقام. وهو ما دفع أوروبا لفرض قيود على ملكية الأراضى والعمل فى بعض المهن. كما دفع اليهود ضرائب عالية للولايات والكنيسة. هذا فضلا عما عانوه من تمييز، حيث واجه اليهود تمييزًا دينيًا وسياسيًا. كما تم استبعادهم من بعض المهن والمناطق. وتنوعت مناطق تفرق اليهود فى أوروبا ومناطقها المختلفة؛ فتوزعوا فى: أوروبا الشرقية: أوكرانيا، بيلاروسيا، ليتوانيا، وبولندا. وجورجيا، أذربيجان، وأرمينيا. وفى منطقة البحر الأسود: تركيا، رومانيا، وبولغاريا. فضلا عن المناطق العربية الإسلامية بفلسطين، سوريا، والعراق. وكان أيضًا من نتائج زوال دولة بيروبيجان ويهودها الخزر اندماجهم مع اليهود الأشكيناز والسبارديم. وتأسيس مجتمعات يهودية جديدة فى أوروبا الشرقية. وتأثرت لغتهم العبرية بتوحيد اللغة اليديشية كلغة للتعامل بينهم. وتستمر الرحلة