نمضى مع رحلتهم وهم أشتات متفرقون، فمن الخلافة العباسية إلى الخلافة الأندلسية «711-1492م» كانت أيام «العصر الذهبي» لليهود فى إسبانيا، حيث تمتعوا بالحماية والتعاون مع المسلمين. وكان هناك تعاون ثقافى بين اليهود والمسلمين فى مجالات الشعر والفلسفة والطب، كما شغل بعض اليهود مناصب حكومية مهمة، مثل وزير المالية فى عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر. وبعدها هاجر اليهود إلى أوروبا، خاصة إلى إسبانيا وفرنسا وألمانيا، حيث واجهوا تمييزًا واضطهادًا فى أوروبا، مثل الحروب الصليبية والاضطهادات الدينية. وأسسوا مجتمعات يهودية فى مدن أوروبية مثل باريس وبرشلونة وفرانكفورت، وكانت النقلة الأولى لهم هناك لتكوين دولة مستقلة هى دولة بيروبيجان (أو بيرابوجان) وهى كيان سياسى تاريخى يهودى قديم، تأسس فى القرن العاشر الميلادى فى منطقة القرم (أوكرانيا الحالية). كانت هذه الدولة ذات حكم ذاتى يهودي، وتعتبر واحدة من الدول اليهودية القليلة فى التاريخ. وقد تأسست الدولة كما أسلفنا فى القرن العاشر الميلادى على يد الخزر، وهى قبيلة تركية- يهودية. كان الحكم ذاتيًا يهوديًا، مع وجود ملك يهودي. وبالطبع كانت الديانة الرسمية هى اليهودية. وأقامت تلك الدولة علاقات تجارية وسياسية مع الدول المجاورة، مثل الخزر والبيزنطيين. وتذكر تلك المعلومات مراجع تاريخية اهتمت بالسيرة اليهودية فى العصور الوسطى وهى: «تاريخ اليهود» لجوزيف فلافيوس. «الخزر: تاريخ وثقافة» لآرثر كوستر «دولة بيروبيجان اليهودية» لميخائيل أرتامونوف. ويبقى أن نذكر أن هذه الدولة اليهودية قامت فى القرن العاشر الميلادى وتحديداً فى عام 650 م، وتم تدميرها على يد المغول فى عام 1223 م، أثناء غزواتهم للقرم. .. وتستمر الرحلة.