ذكرنى الجدار الأسمنت الذى أقامته إسرائيل بين لبنان وفلسطين المحتلة عام 2007 وتكلف أكثر من نصف مليار دولار! ذكرنى بخط بارليف الذى كانوا يقولون عنه أكبر مانع فى التاريخ وأنه لا يُقهر! هذا الجدار وصفته الأممالمتحدة أنه مؤقت لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل انسحبت من لبنان بالكامل أم لا، ولكنه أصبح نزاعأً حدودياً بين حزب الله وإسرائيل، وصفته إسرائيل أنه مانع حدودى للتعدى على مستتوطنات وبلدات الشمال التى يبلغ عددها 55 بلدة حدودية يقطنها 165 ألف إسرائيلى منها 18 بلدة محاذاة الجدار. ولكن هل منع هذا الجدار خلال الحرب التعدى على المستوطنات؟ بالطبع لا بعد أن غادرها سكانها بسبب الصواريخ التى انهالت عليهم فلو كانوا أصحاب الأرض ما تركوها وهاجروا. لقد فشلت إسرائيل فى تحقيق أمن سكانها رغم الحروب والمجازر التى قامت بها منذ احتلالها للأرض الفلسطينية عام 1948، انهارت القوة التى اعتمدت عليها إسرائيل وتبقى نظرية المقاومة هي الأصل التى يجب أن تعمل لها إسرائيل ألف حساب، مهما امتلكت من قوة لن تستطيع كسر شوكة المقاومة. -- اللافت للمشاهد للصور المباشرة لعملية تسليم الأسرى لدى حماس للصليب الأحمر هذا المنظر المأساوى على وجوه قادة إسرائيل، بعد مشاهدة هذا الكم من قادة المقاومة قوات الأمن يصطفون فى شوارع غزة وكأن حالهم يقول من أين جاء كل هؤلاء وماذا كنا نحارب..؟! كان اصطفافهم لقادة إسرائيل مشهداً استفزازياً ولكنه لشعب غزة وشعوب المنطقة والعالم انتصار رغم الألم والدمار والآلاف من الشهداء، نعم هو انتصار رغم كل ما حدث ورغم أنف المعارضين، الحروب تدمر كل شيء ولكن المقاومة والحفاظ على الكرامة الأرض تبقى هي الخالدة هكذا يُحدثنا التاريخ. لقد دمرت إسرائيل غزة لكنها لم تحقق أيا من أهدافها.