5 أخطاء ارتكبها «نصر الله».. وغروره وغطرسته كشفت عن تبنيه الحرب الطائفية فى الشام فى عام 2006 اكتسب حسن نصر الله زعيم «حزب الله» شعبية جارفة بسبب الحرب الغاشمة التى شنتها إسرائيل على جنوبلبنان.. والتى فشلت فى تحقيق أى نصر فيها.. بل خرجت مدحورة.. مهزومة.. منكسرة. لقد نجح «حزب الله» فى تحقيق انتصار عسكرى.. وأجبر الجيش الإسرائيلى على الانسحاب فى جنح الليل والظلام مذلولاً منكسراً.. وهى المرة الأولى التى تنسحب فيها إسرائيل من أرض عربية.. مرغمة دون شرط أو قيد. وكانت الشعوب العربية تتلهف لسماع خطب وأحاديث «نصر الله» التى تميزت بالرصانة والحماسة والثقة والقوة.. ما أعادهم الى سنوات طويلة مضت ذكرتهم بخطب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. وسرعان ما تحول «نصر الله» الى رمز للمقاومة العربية.. فهو الذى يتصدى لإسرائيل وغطرستها وعربدتها.. والذى استطاع تحرير الجنوباللبنانى منها.. بل كان دائماً ما يتوعد إسرائيل ويهددها ويوبخ قادتها على الملأ.. فى وقت كان فيه الحكام العرب جميعاً.. صامتين.. متخاذلين.. لا يتجاوزون حد الشجب والإدانة فقط لا غير. وانتشرت صور هذا الرجل فى بيوت المصريين وأماكن عملهم وسياراتهم.. وشغل مساحات كبيرة فى حواراتهم وجلساتهم.. لكن هذه الصورة أقصد صورة حسن نصر الله سرعان ما اهتزت بين المصريين.. وذلك عندما أعلن فى خطبة حماسية له أمام آلاف اللبنانيين احتفالاً بالانسحاب الإسرائيلى.. وتناقلتها وسائل الإعلام العالمية.. أن ما حققه «حزب الله» هو أول نصر عربى على إسرائيل«!!». وقتها ظن الشعب المصرى أن ما قاله «نصر الله» زلة لسان.. وأن نشوة الفرحة بالنصر أنسته الانتصارات العسكرية التى حققها الجيش المصرى خلال حربى الاستنزاف وأكتوبر 1973.. وأنسته كيف أن الجيش المصرى زلزل الأرض تحت أقدام الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر كما كانوا يدعون.. وانتظر المصريون أن يعتذر الشيخ حسن نصر الله عن فعلته.. لكن غروره وغطرسته حالت دون ذلك. ثم أن حسن نصر اله نسى أنه لا مقارنة تذكر بين حرب 1973.. ومعركة جنوبلبنان عام 2006.. إذ إن حرب 1973 دارت رحاها بين جيشين على أرض سيناء التى تصل مساحتها إلى عشرة أضعاف لبنان كلها وليس الجنوباللبنانى وحده.. واستخدم فيها كل أسلحة الحرب من طائرات ودبابات ومجنزرات وصواريخ.. فى حرب شرسة ومواجهة عنيفة.. وتمكن خلالها الجيش المصرى من تحقيق معجزتين.. الأولى عبور أصعب مانع مائى فى العالم.. وهو مانع قناة السويس.. والثانية: تدمير خط بارليف الذى أكد الخبراء العسكريون الدوليون أنه لا يمكن تدميره إلا بالقنابل النووية.. ولولا الدعم الأمريكى المباشر بالطائرات والدبابات والجنود والضباط الذين نزلوا أرض المعركة مباشرة لوقف زحف الجيش المصرى.. لانهارت إسرائيل ودخل الجيش المصرى تل أبيب. صحيح أن «حزب الله» لقن الجيش الإسرائيلى درساً فى الجنوباللبنانى عام 2006.. وصحيح أنه نصر يعتز به كل مصرى وعربى يضاف إلى نصر أكتوبر 1973.. لكن غرور وغطرسة «حسن نصر الله» وعدم اعتذاره لمصر.. أفقدته جزءاً كبيراً من شعبيته فى مصر. أما الخطأ الثانى الذى ارتكبه الشيخ حسن نصر الله.. والذى يصل إلى حد الجريمة.. فى حق مصر والمصريين وزاد من تراجع شعبيته.. عندما فاجأنا بتصريحات تحريضية أثناء الغزو الإسرائيلى لقطاع غزة فى نهاية عام 2008 وبداية عام 2009.. حيث دعا الجيش المصرى الى التحرك ضد حسنى مبارك.. وعدم طاعة أوامره.. والدخول فى حرب إسرائيل لوقف المجزرة الإسرائيلية فى غزة.. ونسى حسن نصر الله أنه لا يجوز له ولا لغيره أن يزايد على مصر فى قضية الدفاع عن الشعب الفلسطينى.. الذى خاضت بسببه مصر حروباً كثيرة بدءاً من 48 و56 و67 والاستنزاف وأكتوبر 1973.. والذى دفع فيه الشعب المصرى الغالى والنفيس.. ومازال يدفع حتى كتابة هذه السطور.. ونسى «نصر الله» أن حماس هى سبب الانقسام بين الفلسطينيين.. وأنها ذبحت أبناء الوطن ورفقاء السلاح من رجال حركة فتح.. واستولت على غزة وحولتها الى شوكة فى ظهر القضية الفلسطينية.. ونسى «نصر الله» أن الحروب ليست نزهة.. ولكن نتائجها الاقتصادية سواء كنت منتصراً أو مهزوماً.. تدفع ثمنها الشعوب.. وتظهر آثارها السلبية على مدى سنوات طويلة قد تطول الأجيال القادمة. الخطأ الثالث الذى ارتكبه «نصر الله» فى حق مصر والمصريين.. هو تورطه مع حماس فى أحداث فتح السجون المصرية وتهريب المجرمين المسجونين من أعضاء حزب الله وحماس والإخوان المسلمين وبعض الجماعات الإرهابية أثناء أحداث ثورة 25 يناير 2011.. وهى جرائم ثبت ارتكابها من خلال التحقيقات التى أجرتها الأجهزة السيادية فى مصر. الخطأ الرابع للشيخ حسن نصر الله.. يرجع الى تورطه فى إرسال مقاتلين من «حزب الله» الى سوريا لمساندة بشار الأسد فى مواجهة المقاومة السورية.. ولم يكن وقوف «نصر الله» الى جانب الرئيس السورى إلا فصلاً من فصول الحرب الطائفية التى اندلعت فى الشام مؤخراً.. إذ إن «نصر الله» سرعان ما كشف عن وجهه الآخر الذى أخفاه السنوات الماضية أثناء مواجهة إسرائيل.. والتى بموجبها نال شعبيته فى المنطقة العربية بأسرها.. إذ كانت الشعوب العربية تراه رمزاً للمقاومة العربية التى وقفت فى وجه الكيان الصهيونى وأوجعته.. لكنها أى الشعوب العربية وجدته شيعياً دخل اللعبة فى سوريا لتحقيق مخطط إيرانى فارسى فى الشام الذى تسيطر عليه إيران الآن فعلياً.. ليس هذا فقط.. بل إن تدخل «حزب الله» فى الحرب الدائرة فى سوريا قد يورط لبنان كلها فى أزمة لا يعلم مداها إلا الله.. وقد تؤدى الى انتقال الحرب ونيرانها الى لبنان كله. الخطأ الخامس الذى ارتكبه «نصر الله» تمثل فى تورطه بتصريحات تدين «عاصفة الحزم» التى تقودها المملكة العربية السعودية مع حلفائها.. لوقف الخراب والدمار الذى يرتكبه الحوثيون فى اليمن.. ومعروف أن الحوثيين هم الذراع العسكرى، لإيران فى اليمن.. تدعمه إيران عسكرياً ومالياً ولوجيستياً منذ سنوات لابتلاع اليمن كلها.. علاوة على أن «عبدالملك الحوثى» الذى يقود الحرب على الشعب اليمنى.. هو نسخة مكررة من «حسن نصر الله» فى لبنان.. والحوثيون الذين يدافع عنهم «نصر الله» ينفذون مخططاً إيرانياً فارسياً فى المنطقة العربية.. والمخطط هو إعادة الامبراطورية الفارسية.. وهو ما جعل إيران تتورط فى التصريح الذى أعلن أحد قادتها منذ ثلاثة أسابيع بأن ايران دخلت أربع عواصم عربية.. هى بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء!! وأنا أرى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليس بعيدة عن هذا المخطط.. إذ أ إن تنازل إيران عن مشروعها التاريخى فى انتاج القنبلة النووية.. وموافقتها بكل بساطة على خروجها من المعادلة النووية.. قد يرجع الى اتفاق سرى بين طهران وواشنطن يمنح إيران دوراً كبيراً فى المنطقة العربية خلال المرحلة القادمة.