■ جاذبة هى صفات العسكر عموما، تتعلق بهم وتحبهم دون أن يجمعك معهم دم أو سكن حارة.. كنا صغارا نرى بدلة «الشرطي» أو «العسكري» يمشى متماهيا بها وزاهيا، فنشعر بأمان وهيبة، كبرنا وأصبح الشعور مختلفا، صرنا نراهم «أبطال الظلال» التى لا نراها، لكن نشعر أنهم يقفون دوما بيننا وبين خطر لا نعلمه.. نحبهم فى الطرقات، وعلى الجبهات، حماة حلم الصغار، وملبين لهفة الكبار، يشبهون الزهرة البرية التى تتفتح مع تباشير الربيع المصرى فى المناطق الجبلية من الوطن، حبا وارتباطا بالأرض، بالوطن.. لا يخرجون علينا بخطابات رنانة، فقط يكتفون بحمل أمانة، فى ان تبقى سماؤنا هادئة، وأرضنا آمنة.. أبطال الصمت، تمضى حياتهم فى دروب من التحدى حتى يبقى أفق هذا الوطن صافيا، وما أكثر الملوثات!.. كيف لا تحب من يضع حياته على المحك ليكون قلبك مطمئنا؟!.. كيف لا تحب من يودع أسرته ليلا أو صباحا لتجلس إلى مائدة أحبتك تتناول طعامك هنيئا مريئا؟!.. كيف لا تحب من يقول لك «حياك الله» من الشرطة والعسكر إذا ما حدثته.. أتساءل فى كل مرة أرى عسكريا أو شرطيا، هل قلوبهم حقا خالية من الخوف، فلا يترددون فى الوقوف أمام أى خطر أو تهديد، ثابتين، يعملون بصمت ويصلون. خلاصة القول.. الحب و»العسكر» قوة لا تقهر، حاضرون فى مهجاتنا، حكاية حب صامتة أحيانا وصادحة أحيانا أخرى، لا نتحدث عنها كثيرا، لكنها معظم حديثنا إذا ما تجرأ أحد على الخوض، أو استفزاز هذا الحب.. نحبهم ويحبون الوطن وأهله حب لا تقدر على وصفه الكلمات.. والله المستعان..