شهدت بريطانيا موجة غير مسبوقة من هجرة المليونيرات، منذ تولي حزب العمال السلطة، حيث غادر 10,800 مليونير البلاد في 2024، بما يعادل مليونير كل 45 دقيقة، و12 مليارديرًا. تصاعد الهروب الاقتصادي بسبب القوانين الضريبية المثيرة للجدل، ما يهدد مستقبل النمو الاقتصادي ويعرض المملكة المتحدة لخسائر ضخمة في استثماراتها ومناصبها الاقتصادية. وتستند هذه الأرقام إلى دراسة أجرتها شركة التحليلات "New World Wealth"، حيث أشارت إلى أن أكثر من 10.800 مليونير غادروا المملكة المتحدة العام الماضي، بزيادة بنسبة 157% مقارنة بعام 2023. اقرأ أيضا | الخزانة البريطانية: ورثنا 22 مليار جنيه استرليني أعباءً مالية من حكومة سوناك 100 مليون جنيه إسترليني وفي سياق هذه الهجرة الجماعية للمليونيرات من المملكة المتحدة، كشفت البيانات أن 78 مليونيرًا على الأقل، والذين تزيد ثرواتهم عن 100 مليون جنيه إسترليني، قد غادروا البلاد في العام الماضي، بالإضافة إلى 12 مليارديرًا، ما يعكس حجم الخسارة الاقتصادية التي تعاني منها المملكة. قضية الغير مقيمين وقد أثارت تصريحات راشيل ريفز، وزيرة المالية البريطانية، القلق بين رواد الأعمال البريطانيين، حيث أكدت على أن الحكومة ستلغي قانون "غير المقيمين"، الذي يتيح للأثرياء تجنب دفع الضرائب على أرباح الاستثمارات الأجنبية. هذه التغييرات الضريبية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ في أبريل المقبل، وستقتصر الحماية الضريبية على الأجانب المقيمين في المملكة لمدة لا تزيد عن 4 سنوات، وبعدها سيتم فرض الضرائب عليهم كما لو كانوا مقيمين دائمين. اقرأ أيضا | أستاذ علاقات دولية: 4.5 مليون بريطاني تحت خط الفقر خلال حكم حزب العمال انتقادات حادة من قادة الأعمال وقد انتقد العديد من قادة الأعمال هذا التوجه، حيث حذروا من أن هذه السياسات قد تدفع المزيد من الأثرياء والمستثمرين إلى مغادرة البلاد بحثًا عن بيئات ضريبية أكثر تساهلًا. وفي تصريحات صحفية، عبر اللورد بيليموريا، مؤسس شركة "Cobra Beer"، عن قلقه بشأن تأثير هذه السياسات على الاقتصاد البريطاني، مشيرًا إلى أن الزيادة المقترحة في التأمين الوطني ستكون ضربة قوية للقطاع الخاص. من بين الشخصيات البارزة التي أعلنت مغادرتها، تشارلي مولينز، مؤسس شركة "Pimlico Plumbers"، الذي قرر الانتقال إلى إسبانيا، وكريستيان أنجرماير، رجل الأعمال الألماني في مجال التكنولوجيا الذي انتقل إلى سويسرا. كما أعرب جيمس ريد، رئيس شركة "Reed" للتوظيف، عن مخاوفه من أن تؤدي هذه السياسات إلى ركود اقتصادي محتمل في المملكة المتحدة. اقرأ أيضا | بين التقشف والتضخم| «الجارديان» ترصد كيف يواجه ستارمر التحديات الاقتصادية الدول التي تستقطب الأثرياء اختار العديد من المليونيرات مغادرة المملكة المتحدة والتوجه إلى دول أخرى تستفيد من نظم ضريبية أكثر تساهلاً، مثل إيطالياوسويسرا والإمارات العربية المتحدة، وكانت إيطاليا واحدة من الوجهات المفضلة نظرًا لمعدل الضريبة الثابت الذي تقدمه للأجانب منذ عام 2017، في حين أن سويسرا والإمارات تقدم بيئة ضريبية مواتية للأثرياء. تراجع 600 مليون جنيه إسترليني وفقًا لدراسات قام بها معهد "آدم سميث"، يتوقع أن يؤدي إلغاء نظام "الغير مقيمين" إلى فقدان 23 ألف وظيفة في المملكة المتحدة خلال السنوات الست المقبلة بسبب انخفاض الاستثمارات، وهو ما سيؤدي بدوره إلى تراجع في الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 600 مليون جنيه إسترليني سنويًا بحلول عام 2030. واشاؤ إلى أن الخسائر قد تصل إلى 1.3 مليار جنيه إسترليني سنويًا بحلول عام 2035، وهذا يعكس التأثير الكبير الذي قد يحدث على الاقتصاد البريطاني نتيجة لهذه السياسات الضريبية. اقرأ أيضا | بهذه الطريقة اهتزت الأسواق العالمية في أول أيام حكم ترامب لأمريكا تأثير السياسات على القطاع الخاص حذر العديد من رجال الأعمال من أن هذه الإجراءات الضريبية ستزيد العبء على القطاع الخاص، خاصة في ظل الزيادة المتوقعة في التأمين الوطني الذي يدفعه أصحاب الأعمال، هذا التوجه ينظر إليه باعتباره تهديدًا لفرص نمو الشركات المحلية، ما قد يدفع البعض إلى التفكير في نقل أنشطتهم إلى دول أخرى أكثر جذبًا للاستثمار.