أسابيع قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الجميع بالخير والبركة والرزق، اعتدنا لسنوات طويلة أن تشهد سلع المواسم ارتفاعًا فى الأسعار دون أى مبررات، بعض التجار، الذين غاب عنهم الضمير، يستغلون الشهر الكريم لتحريك الأسعار نظرًا لزيادة الطلب على بعض السلع. المنطق يقول إن زيادة الإقبال على الشراء مع وفرة المعروض من الطبيعى أن ينعكس إيجابًا على الأسعار فتعاود الانخفاض، ولكن فلسفة السوق المصرى دائمًا ما تخالف الواقع. دعونا نستقبل شهر رمضان هذا العام بضمير وأمانة وشرف، ونبيع السلع بأسعار عادلة بعيدًا عن الاستغلال والجشع، القطاع الخاص يعد لاعبًا رئيسيًا فى السوق، وهناك من يتحكمون فى حركة الأسعار والمعروض. أسعار العديد من السلع الغذائية انخفضت فى الأسواق العالمية، ولكن يبدو أن قطار تراجع الأسعار لم يصل إلى مصر بعد، الحكومة تبذل جهدًا كبيرًا لتوفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة، وتحاول الاتفاق مع التجار بدافع وطنى للمساهمة فى خفض الأسعار وتخفيف الأعباء عن المواطن، الذى يعانى منذ فترة من أزمة ارتفاع أسعار العديد من السلع. معدلات التضخم بدأت فى التراجع، والمواطن ينتظر بفارغ الصبر أن تنعكس نسبة التراجع فى التضخم على الأسعار فى الأسواق. على أهل الخير أن يستعدوا لمضاعفة حجم الإنفاق هذا العام ليشعر كل محتاج بالمساعدة فى الشهر الكريم، فالتكافل والتعاون بين أفراد المجتمع أمر ضروري، عودة الضمير الغائب وعدم الاستغلال سيساعد المواطن على تلبية احتياجاته، بينما سيزيد الاستمرار فى الجشع من المعاناة. أتوقع أن تنجح خطة الحكومة فى توفير السلع الأساسية من خلال المنافذ التابعة لها، مما سيجبر التجار على خفض الأسعار وعدم استغلال حاجة المواطن لشراء السلع الضرورية. دعونا نستغنى عن بعض العادات التى ترهق ميزانية الأسرة فى الشهر الكريم، خاصة مع الارتفاع الفلكى فى أسعار الياميش، المنتجات المصرية قادرة على سد احتياجات الجميع فى شهر الخير والبركة. تحيا مصر.