يحسب للرئيس السيسى أنه أول رئيس مصرى يقتحم ملف العشوائيات بجسارة وجرأة ويواجهه بحسم ودون شعارات فى طريقى اليومى كنت أمر على عدة مناطق عشوائية.. كان السير فيها بالسيارة مخاطرة غير مأمونة بسبب وعورة شوارعها وضيقها وانتشار الباعة على يمين وشمال الشارع والصغار الذين ينتشرون فى الشارع حفاة.. كان هذا المشهد المتكرر يمثل إهانة لمصر وحضارتها التى سبقت كل الأمم.. أحياء عشوائية بالجملة تشم فيها رائحة الفقر تخرج من البيوت والنواصى، ناهيكم عن المشاجرات اليومية بين الأهالى على أهون سبب وظهور الأسلحة النارية والبيضاء وغالبا ما تنتهى بقتيل ودخول أحدهم السجن. تقريبا، معظم شوارع القاهرة التاريخية كانت تخضع لقوانين العشوائيات غير ما شاهدته فى عدد من المحافظات.. كان الشعور بالحزن يسرى بداخلى وكنت أسأل نفسى سؤالا محيرا ظل بدون إجابة حتى جاءتنى بعدما تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم فى عام 2014. كنت أفكر كيف تركت الحكومات المتعاقبة هذه المناطق بدون تطوير أو إصلاحات تحترم هؤلاء الساكنين. فجأة وقبل بضع سنوات قليلة مضت، اقتحم رئيس كل المصريين ملف العشوائيات المسكوت عنه وقام بتغييرات جسيمة فى معظم مناطق العشوائيات.. أزال هذه المشاهد التى كنا نخجل منها وسلم الأهالى مساكن آدمية مفروشة فخرجوا إلى الحياة، أى ولدوا من جديد، ولكل الذين يتحسرون على هذه الأيام أقول لكم أنتم عميان عن الحقيقة قولا وفعلا. فى منطقة اسمها «العزبة»، وما أكثرها من مسميات فى القاهرة وحدها، دلالة على أن هؤلاء الأشخاص لم يتمتعوا بالحياة والكرامة فى بلدهم.. كان الدخول إليها بمثابة مغامرة غير محسوبة إذا اضطررت للدخول إليها، ومن سوء حظى أن الميكانيكى الذى يقوم بتصليح سيارتى تقع ورشته على أطراف هذه العزبة التى كانت بؤرة للمخدرات والسلاح والجريمة وكنت مترددا فى الذهاب إليه معظم الوقت إلا حينما أكون مضطرا.. والسبب أنك ستكون مراقبا معظم الوقت حتى تخرج منها.. العجيب أن العزبة تقع فى أفضل مناطق القاهرة التاريخية وفى مربع أثرى مهم بجوار مجمع الأديان ولا حياة لمن تنادى! سأحكى لكم ماذا جرى هناك بعد مؤامرة يناير 2011.. قام أحد البلطجية المعروفين فى العزبة بالاستيلاء على مركز طبى كبير وطرد المدير والعاملين معه وتوعدهم بالموت فى حال حضورهم ثم قام ببناء دكاكين على سور المبنى وباعها لمن يريد فى غياب تام للدولة فى هذا الوقت.. استغل غرفة المدير مكتبا له يبيع فيها المخدرات علنا حتى عادت الشرطة إلى الأقسام والشوارع وشعر الناس بالأمان والاستقرار وتم القبض عليه ومحاكمته حتى مات فى محبسه ليتخلص الناس من شروره. من فعل هذا وأعاد الأمن والأمان لهذا البلد سوى الرئيس عبد الفتاح السيسى والقوات المسلحة العظيمة وهذه شهادة حق سيتذكرها التاريخ دائما.. أعود إلى مشهد سابق قبل 2011 كنا نتعرض يوميا لسرقة منازلنا التى تقع على أطراف العزبة.. أقول يوميا وللأسف الحرامية معروفون للجميع ولا أحد يتكلم خوفا على أولاده.. اليوم اختفى هذا المشهد السيئ تماما وتمت إزالة عشوائيات هذه المنطقة مثلما حدث فى مناطق أخرى كثيرة ويتم تطويرها فى مشروع ضخم لتصبح هذه المنطقة من أهم معالم القاهرة بعد انتهاء المشروع. يحسب للرئيس السيسى أنه أول رئيس مصرى يقتحم ملف العشوائيات بجسارة وجرأة ويواجهه بحسم ودون شعارات. سأضرب لكم مثلا بسيطا، عامل فى مطعم كان من سكانها يقيم فى غرفة بمنافعها فى دور أرضى يكاد هو وأولاده يسمعون كل حركة أو صوت فى الحارة الضيقة جدا.. هو قال لى إن الشمس والهواء لا يدخلان عنده منذ نحو 30 سنة وأكثر. فجأة وجد نفسه فى شقة بالدور الثانى فى إحدى عمارات الدولة بمدينة بدر لا تنقطع عنها الشمس طوال اليوم أو الهواء.. يقول لى: عندما دخلت إليها بعد تسلمها بكيت من الفرحة وقمت بتقبيل البلاط.. يواصل حديثه معى: عشت وشفت الشمس فى بيتى بعد كل هذه السنين.