يبدأ اليوم وقف إطلاق النار فى غزة حسب الاتفاق الذى وقعت عليه إسرائيل وحماس بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة بعد مفاوضات عسيرة وضغوط من الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب الذى أصر على إبرام الاتفاق قبل تنصيبه فى العشرين من يناير ليحقق ما وعد به من قدرته على إيقاف الحرب ورغم مراوغات نتنياهو واختلاقه المشكلات لإفشال جهود وقف إطلاق النار لكنه رضخ فى النهاية حتى لا يفقد أكبر داعم وممول لمغامراته وأطماعه التى لا تعرف حدا. كلنا نتمنى أن يبدأ تنفيذ الاتفاق لتنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلية تدريجيا من غزة ليعود النازحون من شمالها وليتم الإفراج عن الرهائن من الفلسطينيين والإسرائيليين مع إدخال المساعدات الإنسانية التى يحتاجها سكان القطاع والتى كانت ممنوعة من الدخول لإحكام الخناق وتجويع الفلسطينيين فى الحرب المجنونة التى استمرت 15 شهرا متواصلا والتى أسقطت 46 ألف شهيد 70% منهم من النساء والأطفال وخلفت حوالى 100 ألف مصاب لم يجدوا الحد الأدنى من الرعاية الصحية كما دخل نتنياهو فى معارك مع منظمات الأممالمتحدة التى تخدم الفلسطينيين وتحاول التخفيف من معاناتهم مثل الأونروا واليونيسيف حتى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتريتش لم يسلم من وقاحة نتنياهو لتصريحاته الناقدة لإسرائيل والمتعاطفة مع الجانب الفلسطيني.. تنفس العالم الصعداء بإتمام اتفاق وقف النار ولكن الأهم هو احترام هذا الاتفاق وعدم خرقه من نتنياهو الذى لا يحترم عهدا ولا تزال جهود إعادة إعمار غزة تحتاج 80 مليار دولار وتستغرق 15 عاما لكى تعود الحياة إلى طبيعتها بعد تدمير 70% من مساكن غزة مع صعوبة رفع الأنقاض التى تخفى عددا غير معروف من الشهداء والمفقودين. المهمة بالغة الصعوبة لكنها ليست مستحيلة.