صدر للدكتور عزوز علي إسماعيل أستاذ النقد الأدبي كتاب "أيامي في الجزائر" والذي ينتمي لأدب الرحلات، بعد أن قدم للنقد الأدبي ما لا يقل عن عشرين كتاباً نقدياً ومعجماً ضخماً ومشروعات نقدية لها صدى كبير في عالم النقد الأدبي.. يقول عن هذا الكتاب: سافرت إلى بلاد عديدة، عشت سنوات طويلة في الغربة، قابلت كثيراً من البشر، علمت تقاليد بعض البلدان، وصادفت البشر والحجر. وتبقى الجزائر في القلب فكانت "أيامي في الجزائر"هي أيام معدودات، رحلة عبر الزمان والمكان، ستظل في الذاكرة ما حييت، التقيت فيها بأعز الأصدقاء، من أرض الجزائر الحبيب، أرض العلماء والشهداء، حيث جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي، "وادي سوف" وكلية الآداب واللغات. ألقيت محاضرتين مطولتين لطلاب الدكتوراه، في الملتقي الدكتورالي الدولي المنعقد في هذه الجامعة في شهر ديسمبر من العام 2023. فوددت تسطير ما كان في هذه الرحلة من البدء حتى المنتهى. أدب الرحلة هو نوع من الأدب الذي يتناول تجارب السفر والتنقل من مكان إلى آخر، ويتنوع بين الرحلات الجغرافية والثقافية والفكرية. يهدف هذا الأدب إلى نقل تفاصيل الرحلة، سواء كانت تجارب شخصية أو ملاحظات حول أماكن جديدة، شعوب مختلفة، وعادات غريبة. غالبًا ما يتسم أدب الرحلة بالوصف الدقيق للمناطق الجغرافية والأماكن، بالإضافة إلى تأملات الرحالة في ما يراه من مظاهر حياتية، اجتماعية، وثقافية. يبرز هذا النوع من الأدب قدرة الكاتب على المزج بين التجربة الذاتية والموضوعية، مما يجذب القارئ إلى اكتشاف عوالم جديدة ومجهولة. من أشهر الأعمال في هذا المجال، كتب الرحالة العرب مثل "مفاخر المغرب" للمؤرخ ابن بطوطة، والتي تُعد واحدة من أهم مصادر أدب الرحلة العربية. لم ينس الكاتب في رحلته الجميلة إلى الجزائر أن يجعلنا نبحث معه في هذه الرحلة عن الجميلة "سمر" تلك الفتاة الرقراقة التي كانت بطلة لروايته "طنين" يقول عنها حين تذكرها وهو على متن الطائرة: "سمر" هي اسم ورسم. اسم لن يُنسى، وفي القلب له وسمٌ لن يُمحى. مرسوم، محفور، محفوظ. مع خلد الدهر سيبقى. صبوات، وصلوات، وريحان، ونعيم، وزفرات وآهات، وأفراح وأتراح. "سمر" تلك الأبجدية المستحيلة. "سمر" كيمياء الأحلام الوردية. "سمر" لذة الألم وحرقة الهجران. ذكراها عبر الزمان والمكان لن تُنسى. "سمر" قطعة من الحياة، أمل ما زال يراوغني، ليالي حلمي الجميل، وموئل الذكرى لقلب بكر ذاب في هواها حد الجنون. أقف مبهوتاً سنوات طوال. ماذا أقول أمام عينيك، وبأي أحرف أعبر عن ذلك الجوهر المكنون، والسحر المسكون، أمام ذلك الاسم الفواح بعبير الياسمين، ورونق الأقحوان، وشذا اليوركيدا. أيتها القديسة العنيدة، تاريخ يرتبط بليلى عند المجنون، وعبلة عند عنترة، وعزة عند كثير، عشقتها حد الهذيان، ورغم البعاد والهجر ما زلتُ أحيا بتاريخها الطويل..