توقفت أمام كلمة د.بدر عبد العاطى وزير خارجيتنا بالاجتماع الوزارى العربى حول سوريابالرياض، كلمة تمثل موقفا سياسيا قويا لمصر لعدة أسباب، أولها أنه يكشف نضجا سياسيا يميز سياستنا الخارجية منذ سنوات، كما أنه يوضح مسئولية مصر ليس تجاه شعبها فقط، إنما كل الشعوب والدول العربية خاصة دولة بحجم سوريا وما تجسده من أهمية قصوى لأمننا القومى، وما نحمله لها ولشعبها من ود وتداخل لقرون. لم تتوقف القاهرة عن إرسال المعونات والإغاثة للشعب السورى الشقيق، ووسط تعجب البعض من الموقف المصرى والذين لم يستوعبوا تصريحات الرئيس السيسى المتعددة حول سوريا، لتأتى الكلمة الواضحة الشاملة لبدر عبد العاطى فى اجتماع الرياض ، ولعل أهم ما جاء بها تأكيدها أهمية التعاون الإقليمى والدولى حتى لا يتم إيواء أية عناصر إرهابية بالأراضى السورية، بما يعد تهديدًا أو استفزازًا لدول المنطقة، وحتى لا تكون سوريا مصدرًا للتهديد أو مركزًا للجماعات الإرهابية. ولعل تلك النقطة مفصلية لمن يتابع الشأن السورى وتطوراته، ولعل القائمين على الأمر بسوريا يستوعبون التحذير المصرى جيدا حتى لا يستدرج بلدهم لتلك الخانة فلا تقوم لها قائمة مرة أخرى بل وتنزلق فى مستوقد نار لا تنطفئ ولا يخبو لهيبها وهى تأكل الأخضر واليابس بسوريا العروبة، ولا يخفى ان هناك دولا تتمنى لسوريا هذا المصير بل وتدفعها إليه دفعا !! ولم تقف السياسة المصرية تجاه سوريا عند ذلك فقط، لكنها مستمرة فى دعم الشعب السورى الشقيق ودعوة الأطراف السورية لإعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار ومراعاة التنوع المجتمعى والدينى والطائفى والعرقى بها من خلال مشروع سورى صرف بأيدٍ سورية خالصة يحفظ وحدة أراضيها وسيادتها عليها، كما لم تتوقف مصر يوما عن إدانة الموقف الإسرائيلى الجبان باحتلال أراضٍ وتدمير قدرات عسكرية مستغلة ما يحدث بسوريا الشقيقة. فتلك هى مصر وهذه أخلاقياتها مع الأشقاء دون متاجرة أو نذالة سياسية.