الدولة لاتألو جهدا فى أن تجعل من المتحف تحفة معمارية تناسب ما يحتويه من آثار، مع تطوير كامل للمنطقة. صحيح أنه كان حلما، ولكن فى حقيقة الأمر تجد أن الإرادة المصرية على إقامة المتحف المصرى الكبير بمنطقة ميدان الرماية فى أحضان الأهرامات عريقة التاريخ كانت أكبر من الحلم نفسه، لقد لمسنا من الواقع أننا فى حاجة لصرح كبير مناسب لعرض متحفى متميز لما ورثناه من كنوز نادرة من أجدادنا الفراعنة على مر العصور، منذ الدولة القديمة أيام خوفو وخفرع ومرورا بكل العصور على مدى أكثر من 5 آلاف سنة، بعد ان ضاق المتحف القديم بالتحرير بالمحتويات. أتابع بشغف شديد وكبير كل تفاصيل المشروع، لحظة بلحظة، منذ بدأ بالرسوم واختيار المنفذ ومرحلة الإعداد واختيار الموقع الفريد الذى يقع فى حضن الأهرامات أحد أكبر عجائب الدنيا السبع، اختيار عبقرى لربط الماضى بالحاضر، وعلى مدى أيام وشهور وسنوات مرت من الفكرة إلى الواقع ثم الإنشاء والإعداد بقاعات العرض والممرات والمعامل الخاصة بالترميم، ونقل القطع الثقيلة والتى وصل وزن بعضها ل40 طنا، ليضم المتحف الواقع على مساحة تقارب ال 117فدانا كاملا، وتم نقل بعناية ما يقارب ال100 ألف قطعة أثرية كلها من النوادر بينها فى قاعات خاصة المجموعة الذهبية الكاملة للفرعون الشاب الملك توت عنخ أمون، مجمعة لأول مرة، وهى وحدها تضم 5 آلاف قطعة ذهبية لا مثيل لها فى الدنيا،بجانب قسم خاص لعرض مراكب الشمس بعد إعادة ترميمها وإنشاء مكان خاص لعرضها وصيانتها. الدولة لا تألو جهدا فى أن تجعل من المتحف تحفة معمارية تناسب مايحتويه من آثار،مع تطوير كامل للمنطقة. وصف الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء الذى لاتنقطع زياراته للمتحف لمتابعة الإنشاء ثم لمتابعة أساليب العرض بما يتفق مع الأساليب العالمية ومع ما يعرض، أكد أن المتحف الذى أقيم بمشاركة مصرية يابانية كبيرة سوف ينقل للعالم ملخصا وافيا عظيما لتاريخ وكنوز الحضارة المصرية العريقة، وأعتقد أن مصر بدأت بالفعل عمليات التسويق النشط للمتحف، خاصة بعد أن بدأت التشغيل التجريبى بزيارات فعلية لبعض المصريين والأفواج الأجنبية، وشمل التسويق عرضا كاملا مصورا للمتحف فى السفارات والقنصليات المصرية فى كل أنحاء العالم، وبرامج وعشرات مرئية ومسموعة ومقروءة، ودعوة الوكلاء السياحيين ورجال الإعلام المتخصصين لعرض مايحتويه المتحف، والذى يتصدر مدخله تمثال رمسيس الذى تم نقله من ميدانه الشهير بوسط البلد فى موكب كبير، لمستقبل زوار المتحف. إقامة المتحف تبعه تطوير شامل لكل المنطقة الأثرية المحيطة بالأهرامات لخلق بانوراما وإزالة العشوائيات والتشوهات المحيطة بالمنطقة وتطويرها وإنشاء الطرق والمحاور التى تسهل الوصول، وتطوير مطار سفنكس على أطراف المنطقة لاستقبال الأفواج السياحية مباشرة،ودهان المنازل ووضع جداريات فرعونيةمعلقة تشرح تاريخ الحضارة. الجميل فى الأمر هو ذلك الطلب الملح الذى يتكرر حاليا وبإصرار-وهذا ماتؤكده كل التقارير-فى المؤتمرات والبورصات السياحية العالمية فى كل دول العالم وسفاراتها بمصر، ننتظر الإفتتاح وزيارة المتحف، وهى تؤكد أيضا وفقا لدراسات دقيقة أن المتحف سيساهم بعد الإعلان عن الافتتاح الرسمى فى زيادة التدفق السياحى بما يقارب 5 ملايين سائح إضافى قد تزيد لأكثر من ذلك بكثير بجانب ماتستقبله مصر حاليا من تدفق سياحى كبير، المتحف سيكون عنوانا لمصر الحضارة بما يضمه من آثار وما يحتويه من كنوز، وهو لاشك إضافة رائعة وفعالة ننتظر جميعا أثرها علينا وعلى مصر. مصر دولة لها تاريخ ضارب فى القدم من حقنا وحق الدنيا أن تعرفه.