مرت منذ أيام ذكرى وفاة الصحفى الكبير موسى صبري. لا يحتاج موسى صبرى إلى تعريف وهو لم يكن يقدم نفسه إلا أنه صحفي، فقط صحفي. ولد موسى صبرى وهو اسم مركب، وأبوه اسمه كامل، فى 16 أغسطس 1924 بمركز الفشن، بنى سويف لأب يعمل كاتب محكمة، وتوفى فى 8 يناير 1992. عاش 68 عاما قضى 50 منها فى بلاط صاحبة الجلالة. كان صحفيا حتى النخاع، عاش للمهنة حتى صار يلقب بالمعلم وأسطى الصحافة. كان خبيرا بخبايا العمل الصحفى وعاش غالبية حياته رئيسا للتحرير سواء فى الأخبار أو فى الجمهورية. عاش حلم أن يكون صحفيا منذ صباه. فى عام 1934 فى أسيوط حيث كانت أسرته تقيم، عرف عم فؤاد العجلاتي. كان الرجل على اتفاق مع بائع الصحف أن يعطيه كل الإصدارات ليقرأها ثم يعيدها إليه. كان العجلاتى يدعو من حوله فى الشارع ليسمعهم ما يقرأه عن المساجلات السياسية المنشورة. بدأ موسى يسترق السمع لحديث عم فؤاد الذى ترك فيه أثرا لن يمحى. بعد سنوات أعجب بأسلوب مصطفى أمين رئيس تحرير مجلة «الاثنين» وتأثر بأسلوب فكرى أباظة فى «المصور»، وراح يقلد الرسام صاروخان فى الكاريكاتير. وأصدر مجلة كتبها بالقلم الرصاص عن أشبال الكنيسة وفى الجامعة اشترك فى تحرير مجلة كلية الحقوق. عمل موسى بعد ذلك مع مصطفى أمين ومع جلال الحمامصى ولمسيرته فى الصحافة قصص، فقد تولى رئاسة تحرير الأخبار وانتقل مرتين إلى الجمهورية وعاد مرة أخيرة للأخبار ليبقى فيها حتى وفاته. من حظى أن التقيت الأستاذ موسى وعرفته عن قرب فقد التحقت بالأخبار فى ظل رئاسته التحرير ومجلس الإدارة. أذكر أنه حضر لمشاهدة جلسة الاستجواب المقدم لزكى بدر وزير الداخلية فى مجلس الشعب ولما طلبت توجيهاته بشأن الجلسة قال لى أنا هنا للمشاهدة، لكن بعد عودتى للجريدة وجدته سبق وأبلغ الأستاذ وجيه أبو ذكرى نائب رئيس التحرير بكل ما يريد أن ينشر فى الأخبار عن الجلسة، وصدرت الأخبار فى أفضل صورة وتميزت عن كل الصحف.