كنت من المحظوظين فى سكنى الأسرى، حيث كانت العمارة بها أسر مسيحية ويهودية وكانت الجيرة كلها حب وتعاون وسؤال يومى عن أحوالنا ومد يد المساعدة بكل أشكالها حتى إننى لما مررت بأزمة صحية قبل بداية امتحانات المرحلة الثانوية كان طبيبى قريباً لجارى المسيحى واستدعاه على الفور لعلاجى وكان نعم الطبيب فى التشخيص والعلاج والسؤال عنى وكانت جارتى اليهودية أسعد بالحديث الاجتماعى والأسرى معها وكانت تقدم لى الحلويات فى كل الأعياد الإسلامية والمسيحية واليهودية.. هذا التكوين التلاحمى بيننا كجيران والخوف على بعض والمشاركة فى الأفراح والأحزان.. هذا ما عشته وما زلنا نسأل عن بعض ونهنئ بعضنا البعض فى الأعياد ولم ننس العشرة الجميلة بيننا.. كل عام ونحن طيبون جميعا. أذكر عندما مات جارى المسيحى م.لبيب كركر.. حزنت جدا ونزلت أواسى الأسرة باعتبارها أسرتى وطلبت منى زوجته أن أدعو له قبل أن يشيع إلى مثواه الأخير وحضرت الجنازة وطقوس الدفن وعدت مع أولاده أيدينا فى أيدى بعض والحزن يملأ وجوهنا وقلوبنا.. إنها الأخوة الصحيحة التى مازلنا نعيشها. أتمنى ونحن نحتفل بعيد ميلاد نبى الله ورسوله عيسى -عليه السلام- أن تدوم المحبة بيننا وألا نستجيب لدعوات الفرقة وزرع الشر بيننا، فأهل مصر فى رباط.