يحتضن المتحف المصري بالتحرير مجموعة من أروع وأهم القطع الأثرية التي تروي تاريخ الحضارة المصرية القديمة. من بين هذه القطع الفريدة مذبح مزين برؤوس أسد يعود إلى عصر الأسرة الثالثة «2649–2630 ق.م» خلال حكم الملك نثر خت «زوسر»، مكتشف في منطقة سقارة ضمن مجموعة هرم الملك زوسر. يُعتبر هذا المذبح تحفة فنية وأثرية تعكس روعة العمارة والنحت في مصر القديمة، كما يقدم لنا لمحة عن الطقوس الدينية والعقائد التي كانت سائدة في تلك الفترة. مقتنيات متحف التحرير تأسس المتحف المصري بالتحرير عام 1902، ويعد أحد أهم المتاحف الأثرية في العالم. يضم المتحف أكثر من 120,000 قطعة أثرية من مختلف عصور الحضارة المصرية القديمة، من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر اليوناني الروماني. يتميز المتحف بتنوع مقتنياته التي تشمل التماثيل، التوابيت، الأدوات اليومية، المجوهرات، وأهمها المجموعات الملكية الشهيرة مثل كنوز الملك توت عنخ آمون. يقع المتحف في قلب القاهرة، ويعد محطة أساسية لكل المهتمين بالتاريخ والحضارة المصرية. المذبح المزخرف برؤوس الأسد يعود إلى الأسرة الثالثة خلال حكم الملك نثر خت (زوسر)، الذي يُعرف بإطلاقه أول هرم مدرج في سقارة. تم اكتشاف هذه القطعة ضمن مجموعة هرم زوسر، وهي مصنوعة من الحجر الجيري الأبيض عالي الجودة. ◄ الملك نثر خت «زوسر» كان نثر خت أول ملوك الأسرة الثالثة، ويُعتبر أحد أعظم حكام مصر القديمة. ارتبطت فترة حكمه بالتطور المعماري الكبير، حيث شهدت بناء أول هرم مدرج في العالم، بتصميم المعماري الشهير إمحوتب. المذابح كانت تُستخدم في الطقوس الدينية المصرية القديمة لتقديم القرابين والعبادة. وجود رؤوس الأسد على المذبح يعكس ارتباط الأسد بالقوة والحماية، وهما رمزان هامان في الديانة المصرية القديمة. المادة والتصميم: المذبح مصنوع من الحجر الجيري، وهو مزين برؤوس أسود منحوتة بدقة، تعكس مهارة الفنان المصري القديم. الأبعاد والتفاصيل: تُظهر النقوش والرموز المحفورة على المذبح اهتمامًا بالغًا بالتفاصيل الدقيقة، مما يشير إلى أهمية هذه القطعة في الطقوس الدينية. الرمزية: رؤوس الأسود ترمز للقوة والهيبة، واستخدامها في المذابح يعكس أهمية هذه الرمزية في حماية المذبح وتكريس الغرض الديني له. ◄ استخدام المذابح في مصر القديمة اقرأ أيضا| «طبيب المقبرة».. أسرار الرعاية الصحية لعمال مصر القديمة - الطقوس الدينية: كانت المذابح تُستخدم لتقديم القرابين للآلهة والأجداد. دور الأسد في العقيدة المصرية: الأسد كان رمزًا للقوة والسيطرة والحماية، وغالبًا ما ارتبط بالإلهة سخمت التي كانت تُعتبر حامية للفرعون. - موقع الاكتشاف: سقارة سقارة هي واحدة من أقدم وأهم مواقع الدفن في مصر، وهي تضم العديد من المقابر والمعابد الجنائزية، بما في ذلك هرم زوسر المدرج، حيث تم العثور على المذبح. ◄ القيمة الأثرية والفنية: القيمة الأثرية: تعود أهمية المذبح إلى ارتباطه بالفترة المبكرة من تطور العمارة والنحت في مصر. القيمة الفنية: التفاصيل الدقيقة للنحت تُظهر مهارة الفنانين في تلك الحقبة، وتبرز التقدم التقني في معالجة الحجر الجيري. - عرض القطعة في المتحف: المذبح معروض ضمن قسم خاص بآثار الأسرة الثالثة. يُتيح العرض للزوار رؤية التفاصيل الدقيقة والتعرف على أهميته التاريخية والدينية. مذبح رؤوس الأسد هو قطعة استثنائية تُجسد الفن والعقيدة في عصر الملك نثر خت. زيارته في المتحف المصري بالتحرير ليست مجرد فرصة لرؤية تحفة أثرية، بل هي رحلة إلى قلب الحضارة المصرية القديمة التي لا تزال تُلهم العالم بأسرارها وعظمتها.