كشف الخبير الجيولوجي الدكتور عباس شراقي عبر صفحته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي أن منطقة الأخدود الإثيوبي، التي تضم منطقة «أواش فنتالي»، تعرضت لسلسلة من الزلازل الكبيرة خلال العام الماضي، حيث سجلت المنطقة 57 زلزالًا خلال أحد عشر يومًا فقط. وقد شعر سكان العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، بالزلازل على بُعد يتراوح بين 100 إلى 150 كم. وأكد شراقي أن هذه الزلازل أسفرت عن انهيار عشرات المنازل، مما دفع الآلاف من السكان إلى الفرار إلى المناطق المجاورة بحثًا عن مأوى أكثر أمانًا. اقرأ أيضا| نشاط بركاني متصاعد في إثيوبيا.. منطقة عفار تشهد تغييرات ملحوظة وأضاف شراقي أن الزلازل لم تتوقف بل استمرت في التأثير خلال الأيام الأولى من العام الجديد، حيث سجلت المنطقة 18 زلزالًا في يومي 1 و2 يناير 2025، بقوة تتراوح بين 4.5 و5.1 درجة. وأشار إلى أن هذه الزلازل تشكل تهديدًا كبيرًا على البنية التحتية والسلامة العامة في منطقة "أواش فنتالي"، التي تعتبر من أكثر المناطق عرضة للخطر. كما أشار إلى أن المنطقة تحمل تاريخًا زلزاليًا طويلًا، حيث شهدت في 25 أكتوبر 1987 زلزالًا بقوة 6.3 درجة. وفقًا للدكتور عباس شراقي، فإن التفسير الأقرب لهذه الزلازل يعود إلى تسرب المياه من بحيرة سد النهضة عبر التشققات والفوالق الموجودة في منطقة الأخدود الإثيوبي. ويعتقد شراقي أن تسرب المياه من البحيرة إلى المنطقة قد يؤدي إلى تنشيط حركة الكتل الصخرية، مما يتسبب في الزلازل. وأكد شراقي ضرورة إجراء دراسات جيولوجية وزلزالية متعمقة لتحليل كمية المياه المتسربة وأثرها على النشاط الزلزالي. وأشار شراقي إلى أن المكتب الفرنسي BRL كان من المفترض أن يقوم بإجراء دراسات علمية لتقييم تأثير سد النهضة على النشاط الزلزالي في المنطقة، إلا أن إثيوبيا قامت بعرقلة تنفيذ هذه الدراسات. وعلى الرغم من أن الزلازل الأخيرة التي حدثت في إثيوبيا كانت بعيدة عن سد النهضة بمقدار 500 إلى 600 كم، إلا أنها تظل تشكل تهديدًا محتملاً على المنطقة. وكان أقرب زلزال إلى سد النهضة قد وقع في 8 مايو 2023، حيث بلغ قوته 4.4 درجة وكان مركزه على بعد 100 كم من السد. في ذلك الوقت، كان مستوى التخزين في سد النهضة قد بلغ 15 مليار متر مكعب من المياه.