إن الذين يحرمون تهنئة إخوتهم المسيحيين في أعيادهم و يفتون بفتاوى لا تتفق مع رسالة الإسلام في الذكر الحكيم الذي يخاطب الناس جميعًا السعي بكل الوسائل لنشر السلام في المجتمعات الإنسانية، ليعيشوا حياة فيها الاستقرار والأمن والطمأنينة لا تفرق بينهم فتن الشياطين، ولا أهداف المغرضين الذين يفترون على الله ورسوله الكذب بالروايات المسمومة ليخدعوا المسلمين بأقوالهم المزورة : " يُخَٰدِعُونَ 0للَّهَ وَ0لَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ " .. صدق الله العظيم . لم يمنح الله رسولًا أو نبيًا منذ خلق الأرض والإنسان حق التحريم والتحليل للناس وقد أكدت آيات الذكر الحكيم قول الله سبحانه وتعالي : " وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ 0لْكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٌۭ وَهَٰذَا حَرَامٌۭ لِّتَفْتَرُوا۟ عَلَى 0للَّهِ 0لْكَذِبَ ۚ إِنَّ 0لَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى 0للَّهِ 0لْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ " .. صدق الله العظيم . ثم يأمر الله الناس أن ينشروا السلام بينهم في أمره للناس جميعًا وقوله عز وجل : " وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍۢ فَحَيُّوا۟ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ ۗ إِنَّ 0للَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ حَسِيبًا " .. صدق الله العظيم . فالذين يحللون ويحرمون يحتاجون إلى التعرف على دينهم وفهم رسالة الإسلام الذي يدعو للرحمة والعدل ونشر السلام بين جميع البشر ولا يفرق بين مسلم وبين أصحاب الأديان الأخرى في الحياة الدنيا إنما تقييم المسلم إذا كان تقياً أو كافرا، فالله وحده صاحب الحق في محاسبة عباده الذين ابتعدوا عن طريق الحق الذي بينه الله في شرعته ومنهاجه، والنواهي عن المحرمات والمعاصي، والمنهاج الإلهي الذي أمر الله المسلم بأن يتبع منهاجه في التعامل بالحسنى والكلمة الطيبة، وأن يدفع بالتي هي أحسن ولا يتكبر على غيره من الناس الذين خاطبهم الله في رسالته بقوله عز وجل : " يَٰٓأَيُّهَا 0لنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًۭا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ 0للَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ 0للَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " .. صدق الله العظيم . فعنده الحساب ولديه الجزاء وحكمه على الناس وفق قوله سبحانه وتعالي : " إِنَّ 0لَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَ0لَّذِينَ هَادُوا۟ وَ0لصَّٰبِِٔينَ وَ0لنَّصَٰرَىٰ وَ0لْمَجُوسَ وَ0لَّذِينَ أَشْرَكُوٓا۟ إِنَّ 0للَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ 0لْقِيَٰمَةِ ۚ إِنَّ 0للَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ شَهِيدٌ " .. صدق الله العظيم . فلا فضل لمسلم على مسيحي أو يهودي او مشرك أو مجوسي أو غيرهم من أصحاب العقائد الأخرى، فالله وحده من يحاسبه وهو سبحانه الذي يحدد جزاءه من جنات النعيم أو يلقيه في نار الجحيم، فلا يتكبر المسلم على غيره من أصحاب العقائد الأخرى ولا يعتبر المسلم أنه أفضل من غيره فكل الناس سيقفون أمام الله سبحانه وتعالي يوم الحساب، يوم يخرج له كتابًا فيه كل أعماله بما فيها من الحسنات والسيئات من الذنوب والمعاصي، وقد نهى الله سبحانه عن التكبر على عباده كما قال سبحانه مخاطباً بأمره الناس جميعًا : " وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِى 0لْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ 0للَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍۢ فَخُورٍۢ " .. صدق الله العظيم . فليحذر المسلمون من التكبر على أصحاب الأديان الأخرى، وليتقوا الله ويحاسبوا أنفسهم على ما كانوا يعصون الله ويرتكبون الذنوب والجرائم معتقدين بأن الرسول عليه السلام سيشفع لهم يوم الحساب، في الوقت الذي يعرف الرسول نفسه للناس في أمر الله له: " قُل لَّآ أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًۭا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ 0للَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ 0لْغَيْبَ لَ0سْتَكْثَرْتُ مِنَ 0لْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِىَ 0لسُّوٓءُ ۚ إِنْ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌۭ وَبَشِيرٌۭ لِّقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ " .. صدق الله العظيم . فإذا كان الرسول عليه الصلاة و السلام نطق بلسانه أمر الله له بأنه لا يملك لنفسه نفعاً فكيف سينفع العصاة وأصحاب الذنوب يوم الحساب و يبدل الله سيئاتهم حسنات ؟، هل ما أفتى به بعض شيوخ الدين يتفق مع الذكر الحكيم ؟ ، وهل يساوي الله بين الصالحين وبين الضالين الذي وضع سبحانه قاعدة للأحكام على الإنسان أمام الرحمن في قوله سبحانه وتعالي : " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًۭا يَرَهُۥ(7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍۢ شَرًّۭا يَرَهُۥ " .. صدق الله العظيم . ألم يقرأ أولئك الذين يدعون بأنهم مسلمون وشيوخ دين وعلماء المسلمين قول الله سبحانه وتعالي مخاطباً رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام في القرآن المجيد : " رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًۭا " .. صدق الله العظيم . فاتقوا الله إن كنتم مسلمين وارجعوا تشريعاتكم إلى المرجعية الوحيدة لرسالة الإسلام الذكر الحكيم، وما بينته آيات القرآن الكريم من التشريعات للعبادات، والمحرمات والنواهي عن الذنوب والمعاصي، والمنهاج الإلهي الذي يبين سلوك الناس ومعاملاتهم فيما بينهم، كما ذكرتها آيات القرآن ويطبقوها في حياتهم حتى لا يقفون أمام رب العالمين يوم الحساب في حيرة من أمرهم لا تنفعهم شفاعة ولا هم يُنصرون . حيث يخاطبهم الله سبحانه وتعالي بقوله : " أَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ.. قَالُوا۟ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًۭا ضَآلِّينَ " .. وهكذا يقضي الله عليهم بحكمه كما قال سبحانه وتعالي : " وَسِيقَ 0لَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌۭ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ ءَايَٰتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا۟ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ 0لْعَذَابِ عَلَى 0لْكَٰفِرِينَ " .. صدق الله العظيم . فارجعوا إلى الله أيها المتقولون على الله ورسوله، وتوبوا عن إصدار الأحكام على الناس في عباداتهم فالله وحده المختص بحسابهم يوم الدين .. اللهم بلغت اللهم فاشهد . كاتب المقال مدير ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة سابقاً