ويبقى الرجاء من جميع أهل مصر: تفاءلوا بالخير فى العام الجديد، إن شاء الله ستجدوه! الإثنين: ساعات قليلة تفصلنا عن بدء العام الجديد 2025، والناس فى مثل تلك المواقف صنفان، صنف لا يتذكر سوى صوت المطربة وردة وهو يشق السماء وهى تغنى «خايفة من بكره واللى حيجرى»، وصنف لا يعرف أى أغنية للمطربة جنات سوى تلك التى تغنى فيها «متخفش من بكرة»، وبين الشعورين «خاف ومتخافش» تتباين أحاسيس الناس بالعام الجديد، فهناك من يخاف منها ويضع يده على قلبه وربما على جيبه، كما أن هناك من يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم قدوته، ويلتزم بنهيه عن التطير أى التشاؤم، ويسيرون على دربه فى حب التفاؤل، ولا ينسون الجملة العبقرية للإمام على بن أبى طالب: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا»، ولا أعتقد أنه من المفيد لأى إنسان أن يتشاءم من عام كامل فيه 365 يوما بالتمام والكمال، سواء على مستواه الشخصى أو على مستوى الوطن أو المنطقة كلها، وهكذا شاهدت وسمعت وقرأت الكثير من تلك التوقعات المحزنة للعام الجديد، وكأن الناس سيرون عاما أسود من عام كورونا، أو أحلك من أيامها، ولو كان هناك بد من الخوف فخافوا الله، فرأس الحكمة مخافة الله، كما جاء فى سفر يشوع بالكتاب المقدس، ويبقى الرجاء من جميع أهل مصر: تفاءلوا بالخير لكم ولأسركم ووطنكم فى العام الجديد، وإن شاء الله ستجدوه، وإياكم من الذين ينشرون الكآبة ويقتلون الأمل، إنهم يا سادة وباء على الناس والوطن.. فاحذروهم ! البلد الحرام! الخميس: لا أعتقد أن المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا تنتظر جزاء ولا شكورا على كل ما تقدمه لخدمة زوار بيت الله الحرام والمسجد النبوى فى مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ولا يمنع ذلك من توجيه الشكر وأسمى مشاعر الامتنان إلى المملكة وخادم الحرمين الشريفين وولى عهده الكريم، وبخاصة شباب المملكة، وشهادة لله، فقد كان المتطوعون من الشباب من أجمل وأكمل ما رأيت، وفى يقينى أن نشاط منظمات المجتمع المدنى السعودى من أرقى ماشاهدت، يبقى أن كل تلك الجهود تحتاج إلى جهود جماعية تعاونية أكثر فى مجال توعية وتحسين سلوكيات كثير من الحجاج والمعتمرين، الذين يفدون إلى الأراضى المقدسة من جميع الثقافات والبلاد، وفيهم من يحتاج إلى حملات للتوعية حتى من قبل أن يصلوا للأراضى المقدسة، تتعلق بسلوكيات النظافة والصحة، ومن هنا أدعو إلى حملات توعية بالمخاطر الصحية لسلوكيات عدة، وكم أتمنى لو امتدت جهود المجتمع المدنى فى بلدان الدول المختلفة وفى المملكة إلى تلك المنطقة الخاصة بسلوكيات الحجيج والمعتمرين.. ولا أملك سوى كلمة الشكر لكل الجنود المعلومين والمجهولين العاملين فى خدمة المعتمرين والحجيج. الجهل فى قناة ليست «حرة» ! الأربعاء: أصابنى الملل والقرف من كثرة ملاحظاتى على برامج زميلنا الكبير ابراهيم عيسى، ولم أعد مبسوطا من أن أكون مصابا بالنقد المزمن له، لا أعنى بذلك أننى مستاء من نقدى له، ولكن ما أقصده أننى حزين لأن لديه إصراراً وعجيبا على الوقوع فى نفس الزلات، لأجد نفسى أردد نفس الردود: كلامك يا مولانا لا أساس له من الصحة.. أنت لا تفهم يا مولانا ما تقول لا أنت ولا ضيوفك.. أنتم مغرضون لأنكم ترددون كلاما مردودا عليه من عشرات السنين ولا تعرضون الرأى الصحيح المخالف لكم، وما حدث أننى وجدته يتناول فى حلقة غير حرة فى قناة ليست حرة، كتابا لسيدة تونسية أخذت صك أستاذيتها من الباب الكبير للظهور، وهو الإساءة للإسلام والمسلمين، وعنوانه يكشف مضمونه وهو عن الأيام الأخيرة للرسول، ورغم أن الكتاب صدر منذ سنوات عديدة، إلا أن «الحرة» رأته مناسبا فى هذه الأيام «أيام جولاني»، ومشكلة عيسى هى نفس مشكلة ضيفته، فهى مثله لا تفهم الأحاديث التى تتحدث عنها، وهل هى ضعيفة أم منقطعة، ولا تفهم طبيعة المصادر التى تأخذ منها، فقد ذكرت السيدة كتاب تاريخ الطبرى، وهو أحد المصادر التى يعتمد عليها عيسى، رغم أن الطبرى نفسه طلب من الناس تحرى ما جاء فى تاريخه فقد نقل ما وصل إليه دونما فحص، وبالتالى لا يمكن نقل كل ما فيه دون تحقيق إلا إذا تم ذلك بجهل أو لغرض فى نفس غير مطمئنة، ومن هنا ظهر لنا كتاب مثل «صحيح وضعيف تاريخ الطبرى»، وحتى لا ندخل فى تفاصيل متخصصة، أدعو كل قارئ إلى أن ينتبه عند سماع أى برنامج، لو وجدته يتبنى رأيا واحدا ويغيب الرأى الآخر، فاعلم أنه برنامج موجه لا خير فيه ولا فائدة منه، يبقى أن أدعو وزارة الأوقاف والأزهر الشريف للرد على ذلك الكلام. الأدب فى ملاعب الكرة ! الجمعة: لا يمكن أن نسكت على الخطايا الأخلاقية التى نراها يوميا فى ملاعبنا، وأنا قد أجد ألف عذر للاعبين فى تجاوزاتهم، سواء لحماسهم أو لأنهم يعيشون فترة شبابهم بكل ما فيها من ثورة وحماس واعتداد بالنفس، ولكنى لا أجد أى عذر، من جانب الكبار الذين يفترض أن يتعلم منهم الشباب الأخلاق الرياضية والروح الأولمبية، عندما يتخلون عن دورهم فى تعليم اللاعبين المعنى الحقيقى للروح الرياضية، وقد شهدنا جميعا تفاصيل متكررة للجريمة الكبرى التى تتم، ونشاهد فيها على الهواء، ونرى بالصوت والصورة تحطيم آليات تحقيق العدالة فى المنظومة الرياضية، سواء باختيار أشخاص غير مناسبين أو أشخاص مناسبين، كما يتغافل مراقبو المباريات عن السباب الجماعى ضد عناصر اللعبة، وكأن ذلك المراقب قد جاء خصيصا ليؤدى دور الأصم الأخرس، وأرجو من الجميع الانتباه. عدادات كهرباء متنقلة.. وخارج الأسوار! السبت: انتشرت فى الشوارع السيارات الثابتة التى تقدم لزبائنها المشروبات الساخنة باختلاف أنواعها، وتعمل وكأنها مقهى أو نصبة شاى، بأقل تكلفة ممكنة، وتعتبر طاقة أمل وباب رزق للعديد من الشباب، ولا يمكن بالطبع سوى تحية هؤلاء الشباب والوقوف بجانبهم، وما أزعجنى أننى كلما صادفت مثل تلك المقاهى المحمولة رأيت سلك الكهرباء الممتد إلى أقرب عمود نور فى الشارع، والهدف هو سرقة الكهرباء وتشغيل المقهى وتلبية طلبات الزبائن، ولا أدعو هنا إلى حملات لوقف نشاط هؤلاء الشباب أو إغلاق مصدر رزقهم، ولكنى أدعو الشركة القابضة لكهرباء مصر، إلى مواجهة جادة لأكبر أزمة تواجه قطاع الكهرباء المصرى، وهى الفاقد، أو كمية الكهرباء الضائعة التى تمثل الفرق بين مايتم انتاجه فى شركات الانتاج ومصادر التوليد، وبين الكمية المباعة، ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق ابتكار حلول تقليدية لتقنين تلك السرقات الصغيرة التى قد تصبح فى مجموعها كبيرة، فضلا عن اصدار قرار من مجلس الوزراء، لإتاحة وسيلة آمنة لقراءة استهلاك المنشآت الكبرى، عبر عدادات فى حجرات مخصصة خارج أسوار تلك المنشآت وليس داخلها.. لن يختفى الفاقد المزمن فى الكهرباء بالحلول التقليدية.. ابحثوا خارج الصندوق.. عدادات خارج الأسوار.. وأخرى متنقلة لتلبية احتياجات العديد من أبواب الرزق فى الشوارع والأسواق! كلام توك توك: أى حرام .. مبيدومش ! إليها : ما أنت .. إلا ملك كريم.