أحمد إبراهيم مرعوه لا أدري لماذا تتركنا السفارة السعودية لهم ليتاجروا فينا كيفما شاءوا : مع أن (التأشيرة تعطي مجانا) كما قرأنا ذلك تحت كل تأشيرة،فهل المقصود من ذلك هو زيادة الشقاء والعناء لكل مسلم يريد أن يكمل دينه،بأداء الفريضة،أم أن كل ما هو إسلامي،لابد وأن يزداد سعره أضعافًا مضاعفة. أم لأننا نتحرى الحلال دوماً نقع فريسة الاستغلال : وقس علي ذلك هنا في النمسا أن كل دجاجة تشتريها من أي مسلم،لابد وأن يكون سعرها أعلي من سعر (منظمة الأوبك) ولو اشتريتها من أي مسجد يكون السعر (نار الله الموقدة التي تطلع علي الأفئدة) مع أننا عملنا في أكثر من مصنع دجاج ونعلم وكل من عمل معنا في هذه المصانع(أنه لا ذبح إسلامي ولا غيره)سوي الصعق بالكهرباء،وأحيانا المُخَتنقة تعاد قطع رأسها،لأن السوق ليس بحاجة إليها فهل يبيعون لنا دجاجة قد أسلمت! وقس علي ذلك أيضاً : المنبه الإسلامي الذي صنعته الصين لم يصنعه أي مسلم : الذي يوقظك من النوم سواء أردت الصلاة أم لا فلتصلِ مرغما(ولماذا يرتفع سعره إذ لم يقم بذلك) هذا كله مع أنه يحمل شعارا وهو صنع في الصين وليس (الدول المتأسلمة) والسجادة صاحبة البوصلة الذكية وأختها الجرداء الغبية،والمسبحة والسواك والمسك كل ذلك يزداد سعره مسبقًا،والعلة التي يستغلوننا من خلالها،أن الحج له أشهر معلومات(لجمع الغنائم فقط) والعدو أمامكم والبحر خلفكم. يعني تهرب مني هنا أوهناك ستعود إليّ باكياً راجياً : فلقد اتفقنا عليك(أيها الحاج المضطر للتعامل مع المستغلين من أشياء غير البشر)اتفقنا عليك في (مقهى علي بابا للغريم ومقهى عَلِيَه ماما للحريم)وإن ذهبت إلي غيرنا،ستذهب إليه وأنت ذليل النفس،وأنت تقبل بما يمليه عليك المستغل الآخر،الذي يتاجر بكل البشر! لقد اتفقنا عليك فيما بينا زمنا طويلا : فوضعنا لك الخطة المحكمة ولا مهرب ولا مفر لأنك تتعامل مع الجبابرة،الذين يتاجرون بالدين،في استغلال الفرض الواجب،واضطرار الناس لتأديته،و أظن أن الفرد الذي يموت ولم يؤدها،كان الوزر في هؤلاء الغلاة،بسبب الغلاء والمغالاة،أو هؤلاء الطغاة الذين يستغلون الناس أسوء استغلال. ربما يظن البعض أنني أكتب في ذلك لكي يقول لي أحدهم نهديك حجة وتقصف القلم : الذي يفضح أمرنا،فتزداد أعداد السماسرة،بعدما علموا بهذه المكاسب ومغانمها الكثيرة،فنقول له بئس ما تظنون،إنها لله،ثم أجل خلق الله،وأكرمنا الله بالحج قبل ذلك،ومن هذه الحجة علمت بكل ذلك،و ربما يقول أحدكم يا ليته ما حج وما عرف كل هذا! ونعود لموضوعنا الذي تلعب به العواطف وتهب من أجله العواصف : وتأتي الرياح بما لا تهوي الأنفس،وتلتهب المشاعر العاطفية والدينية،وتخرج ما في الجيب لتملأ بإرادتك أو بغيرها،بحلوها أو مرها جيب الشيخ/الملتحي الذي يصدع الرأس بكلام،ويفرغ الجيوب بكلام آخر علي النقيض وابتسامة صفراء،استغلالا وانتهازا لموسم ربما لا يكرر بالنسبة له،وفي النهاية سيؤدي الفريضة مع الفوج،وسيزيد البكاء بكاءً و عويلاً،ليغفر الله الذنوب،ويعفو عن كثير وهذا هو فهمهم للدين! لقد قال لي أحد الحجاج : ذهبت إلي الحج مع شخص آخر،أطلق لحيته قبل الموسم بفترة،ولما ذهبوا إلي الديار والأماكن المقدسة كان يتجول بينهم( بالا سكوتر) مع الجسم الذي لا يتناسب وواو المعية(لأن النقود قد أفقدته وعيه إلي درجة أن جعلته يشعر بالرشاقة المتجنبة للحماقة)ولما عاد حلق اللحية،وحُلقت أسرته وتشتت،وتزوج بأخري،ولما قٌبض لم يجد من يتكفل بمصاريف دفنه في مصر،فدفن هنا بالنمسا برغم الملايين التي قسمت بين نسائه وسمسار آخر ترك الناس من أول يوم في الحج ليجلس في الفندق فقط والذي ذهب معه ليتوب من أكل مال معظم من عمل معه وأنا واحد منهم سب له الدين هناك،ولم قال له الناس استغفر فإن الحج قد فُقد،قال لهم سأحج بدلا منها العام القادم،المهم ابن دين كذا وكذا أجده الآن فلماذا تركنا. وقال لي أحد الإخوة في هذا الذي سب الدين وأكل مالي : سامحه يا أخي قلت له يُرجع لي (الخمسمائة شلن) التي اختلسها من (فلوس تأمين عملي) وأنا أسامحه ويرجع للآخرين أيضا أموالهم لأن من شروط التوبة الصحيحة رد المظالم إلي أهلها مش كدا ولا أيه! المهم هذا الشخص في أول يوم سب الدين للسمسار أو المطوف عندما يكون كذلك! ولما استغفروا له،قال لهم سأعيد الحج مرة أخري،المهم أبن دين كذا وكذا لازم يحضر ألينا حالا فعلي أي شيء كان يبحث عنه يا تُري (هذه الواقعة قصها عليّ حاج كان معه)وهذا نتيجة المال الحرام لا يُتقبل به،فيذهبه لله ليسب الدين في الحج،ليكن الذنب هناك أعظم،كما الحسنات،وعقاب الله له أن يذهب ليخطئ هناك،وبتكاليف مادية وجسدية. وهدية الحجاج مني في هذا العام والأعوام المقبلة إرشادات قيمة لأبد منها : أن تدعو الله أن يوفقنا للسفر مع شخص يتقي الله فينا دينا وأن يكون بنا رحيماً في مكسبه،وراجياً الله عز وجل في المكسب الأكبر يوم الحساب الأكبر. نعم هكذا يجب أن ينوي الفرد منا،إن شاء الله تعالي فيقول في نفسه : يا رب نوينا فوفقنا بحسن العاقبة وأن تهدنا،ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا،فيسلبنا ديننا ومالنا،وألا تضيع علينا قوت أولادنا،لبحثنا عنه في البراري،ونحن نبحث عن الحج،علي يد أصحاب مكاتب تتقي الله في كل شيء،وإلا تلقِ بنا في يد السماسرة الأباطرة،الذين يغطون في المال الحرام،الذي يظنوه حلالا صافيا. هؤلاء الذين لا يخافون الله في المغالاة المفتعلة في كل عام : بسبب وبدون سبب فمرة يقولون المباني التي هُدِمَت حول الحرم،والفندق الذي سقط،بسبب تكديسهم للناس فيه بما يفوق العدد أضعافا مضاعفه فغضب فسقط وهل بعد ذلك ينتظر وهم لم يتقوا الله في الحجيج،ولا الحجيج اتقوا الله في أنفسهم فرفضوا ذلك،والطرق التي تعبد،والأخرى التي تُعَرْبَد،والناس التي تُعَرْبِد في الأحشاء حتى تقطع الأمعاء،ولا سبيل وعلاج لمواطن الداء وهؤلاء السماسرة يعربدون! ونسو أنهم هم ولا غيرهم الذين يعربدون في الأحشاء ويقطعون الأمعاء : وتركونا نستجدي الدواء لنستأصل الداء ولا حياء،فكل عام يزيد المبلغ( بمئات اليوروهات) وكأن الناس تأخذهم من بيت المال،وفي النهاية سيردون إلي بيت المال الجديد . ولا عويل ولا بكاء علي النقود ( فمن الله وإليه تعود ) : وحتى إذا أخذهم سمسارا(فلا بأس فهو مسلم) وربما هو في (ورطة شراء عزبة أو بضع فلل وقلل في مدينتي) أوفي لندن أو لبنان أو السودان الشقيق،والمسلم للمسلم يشد بعضه بعضا ولا داع للحديث في هذا الموضوع،واعتبر أن أي ألف يور زيادة سيكون بمشيئة الله في ميزان حسناتك! وكما تقول دوما الحاجة صفيه رمز الصفاء والنقاء : حينما تقتسم أموال الحج،مع زوجها الحاج الداج،والتي لا تترك له (يورو واحد) زيادة عنها،لأن قاعدتها الشرعية النصف بالنصف،وعلي المتظلم اللجوء إلي أئمة عصرها الذهبي،الذين يحجون علي نفقتها،مقابل فتواهم (فتوى العوز والحاجة)وإلا فورقة الطلاق في جيبها،وفي العام المقبل ستكون منافسة شرسة،لطليقها طليق أللحي،وأشياء نقيضه وبغيضة(فهي الحاجة وكلها ثقة) في زمن الوقوف بجانب المرأة الجميلة،بمناسبة وبدون مناسبة،فالجمال وحده يكفي ليدق الطبول ويشدوا! ولا تنس أن أفضل ما تنفق هو ما تنفقه في الحج : لذلك أتذكر دائما ما قاله لي أحدهم في مكة،وأنا أحج عام 1429 هجري 2008 ميلادية (فقد قال : تذكر دائما ألا تجادل البائعين في الثمن لأن ذلك يفسد الحج أ ويلغيه) وعلي الفور تمعنت جيداً في هذا البائس اليائس(وما يقوله في كلمة أو يلغيه) وأدركت أن هذه الكلمة معناها التجاري خطير (وهو أن تعود لدائرة السماسرة الذين يغالون من جديد،وبالطبع ليس في كل مرة تسلم بل تستسلم،لتدفع زيادة جديدة (تقدر حسب تقدير ما يقدره الخراطون) مابين المائة والألف يور أو يزيد. ونعود ثانية لكلمة أ تلغي حجك : نظرت إليه في لهفة وفزع،نظرة لفقيه غريب ومريب (أقسم بالله العظيم هذا حدث والله علي ما أقول شهيد) فنهض نفسه ثم قال لي : الحمد لله أن العلماء الذين أفتوا بذلك ليسوا بكثير،فقلت له إن سلمت لك بما تقول،فإنه يجب علي أن أقول لكل بائع،أحمن من شرور نفسي،ومن قلة وكثرة المجادلة والمداولة،وعدم المسألة،ومُدَ يدك في جيبي،وخذ ما يناسب قدرك،أو ما يمنع فقد لحجي أو إعادته مرة لاحقة،بأربعة ألاف وثلاثمائة وخمسين يور،بخلاف المصاريف والمظاريف،إن كان في العمر بقية! الشيء الغريب أنه رآني بعد ذلك قد أعفيت لحيتي فقبض علي يدي : فقال لي الحمد لله علي ذلك ثم سألني بسؤال هو : أتعرف عقوبة حلق اللحي فقلت له أستفيد من علمك قال من يحلق أللحي فهو كافر. وهؤلاء مفترض فيهم أنهم فقهاء حج لا سماسرة أباطرة : ومع ذلك تركنا من أول يوم وقد كنا نزيد علي عدد المائة فرد أو يزيد،يموج بعضهم في بعض،وكأنه يوم الوعيد لا الحجيج،بدون مطوف،ولما عاتبته لفقد المطوف (من أول ذو الحليفة أو أببار علي كما يطلقون عليها الآن ) كما يفعل الأتراك جماعات وجماعات يلبون ويصلون،ويشرح لهم المطوف كل شيء. ولا يخفي علي من أدي الفريضة أن كثيرا من الناس ذهب ليحج : وهو لا يعرف معظم النسك،إلا أنه سيفعل كما يفعل الناس(أو كما تقول له زوجته،كما حدث مع رجل كان معنا،بعد ما لبس ملابس الإحرام،حلق رأسه،فنهرته زوجته،وقالت له أنا قلت لك أيه،فقلت له أنا عليك هدي،فقال لي أنا كنت ناسي،فقلت له الهدي شرع للنسيان،وليس للقصد والتعمد أو العمد،فقال وما لعمل،فقلت له :كما قلت لك الهدي أو صيام ثلاث وسبعة إذا رجعت كما يقول القرآن،واسأل المشايخ أفضل لك،فبادرته الزوجة،بالصيام أفضل فنظر إليها الحاضرون مستنكرين ما تفعله،تلك المرأة المتدخلة في كل صغيرة وكبيرة مع زوجها،ومع الآخرين،والغرابة التي كانت تذهلنا،أنها كانت كلما نادت زوجها،كانت تناديه باسم امرأة وهو يناديها باسم رجل،ولا غرابة في ذلك،فلربما كانوا يتبادلون الأسماء حسب الأدوار التي يقمون بها في المنزل والحياة،فهي التي حاولت جاهدة أن تفهم الجميع أنها هي التي تدير شؤونه،والذي جعلنا نتأكد من ذلك صمته وعجزه الدائم في أن يرد لها كلمة،وخصوصا عندما كانت تتناقش مع كل إنسان وتنتهي المناقشة بالخلاف أو المشاجرة،وهذا كله بسبب زيادة الأعداد،لزيادة سرعة عجلات التكسب الغير مشروع في معظمه،وها هي النتيجة،مخالطات ومزاحمات،ومناقشات لا تنتهي إلا بالخلافات والمشاجرات! ونعود : لحديثنا فأين المطوف يا سماسرة يا أباطرة : أين هو الآن أتدرون ماذا قال لي السمسار (قد طلبة مكتب العمل،في آخر لحظة ليطوف بداخلة،فضاع حجه،وقلت لنفسي سراً واقترب من ضياعه باقي الحجيج) وحمداً لله أنني كنت قد قرأت كثيراً في فقه الحج،فأديت بفضل من الله العمرة برجلين وزوجاتهن أو أزواجهن،وكلاهما صحيح،ومسائل كثيرة ناقشناها،مثل بعد المسافة بين السكن والحرم فقد قال لي : أنها ثلاثة كيلو متر،وبقدرة قادر صارت عشرة،وهكذا صار البرتقال عصيرًا،والرقم أرقامًا،مثل الصلاة والصدقات والحسنات أضعافا (وأيضاً هنا المغالاة أضعافا أضعافاً) كما فهمنا منه أن الثواب في الحج علي قدر المشقة،واستخدم هذا الثواب لصالحه،فجعلنا نلهث ونتعب في مسرح هو يديره،وقال : ابنه لي شخصيا هناك أن الدولة تعطي الأجور مضاعفة في هذا الشهر للعمال والموظفين. فقلت : له في نفسي وهكذا يفعل أبوك معنا ولكن من نوع آخر : والموضوع ربما يحتاج إلي حلقات وحلقات،ربما يتقوا الله فينا وفي الناس التي تحجم عن الحج،ظناً منهم أن استغلاهم هذا يعطيهم الحجة لعدم الحج،لعدم المقدرة والاستطاعة المتمثلة في استغلالهم،وهكذا أسقطوا الفريضة عن البلهاء،لعدم فهمهم للدين،وبسبب التفرغ دائما لكرة القدم،وحشو الذاكرة بالعدم. لذا أرجوا أن يتكسبوا قليلا ويكسبوا مرضات الله : فتصح أنفسهم وأسرهم،فلا تتفكك،وفي النهاية لا ينفعهم المال الذي تُطلق الزوجات من أجلة ساعة اقتسامه،كما قال لي أحد الأخوة،فقلت له والله أنا قلت للشيخ الذي ملأ الأرض كلاماً،أن يخطب خطبة في ذلك الجشع والنهب والسلب والاستغلال باسم الدين (في سنة 1429هجرية 2008ميلادية) فقال لي أنا لن أتكلم في ذلك إلا بعد التأكد،فقلت له تأكد كيفما تشاء،ومنذ ذلك الحين ما أراد التأكد،وما نطق برغم كلامه الكثير،وسألت نفسي لماذا لا يتكلم في ذلك،والكل يسمعه له ويستجيب (حتى هداني الله إلي أحد الأخوة،ونحن كنا خارجين من صلاة الجمعة،ومن المسجد الذي يخطب فيه) فقال مبتسماً كيف يتكلم في موضوع سماسرة الحج،وهو أحد أعضاء هذه الجمعية،إن لم يكن رئيسها،وشيخ آخر وهو أخ عزيز علي في الله،سألته منذ أسابيع،لماذا لا تتكلمون معهم قال تكلمنا،قلت له تكلم معهم وهم علي المنبر ساعة يبكون،لعلهم يرتدعون فيرحموننا ويُرحمون. وأخيرا : هذا الكلام موجة للمستغلين الذين يتاجرون باسم الدين،أما الذين هم غير ذلك،فيضعون الثمن الحقيقي والمناسب دون مبالغة مفتعلة،قاصدين بذلك المكسب الحلال،الذي فيه ابتغاء مرضات الله أولئك هم الشرفاء،الذين نتمنى لهم المزيد من المال الحلال والحًسنات أيضا،وأن يهديهم الله من منه وفضله،وهذا الكلام لانفصد من خلاله إلا التيسير،وتخفيض السعر لأدني مستوي،يمكن من خلاله أن يستفيد منه المنظم والمطوف والحاج الذي ندافع عنه،فتزيد الأعداد لأداء الفريضة،أفادكم الله وأفاد(الحاج والداج )وللحديث بقية إن أبقانا الله علي قيد الحياة،التي نود أن نحياها شرفاء،فنحج بيت الله باستطاعة!