يا أحرار العالم انتبهوا.. أطفال غزة يتجمدون حتى الموت داخل خيام متهالكة بسبب الطقس السيئ.. خمسة أطفال رضع تجمدت أوصالهم فى يوم واحد والمئات ينتظرون نفس المصير واكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني يعانون نقصا شديدا فى البطاطين والملابس والاغطية والمفروشات بينما المساعدات والإمدادات الشتوية مكدسة داخل الشاحنات المتراصة على الحدود ترفض إسرائيل إدخالها.. نطالبكم بسرعة التدخل للسماح بتدفق إمدادات فصل الشتاء للأبرياء وإنقاذ ارواحهم. كانت هذه صرخة فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» والتى نقلتها وسائل الاعلام للعالم اجمع لكنها للأسف لم تنجح فى ايقاظ ضمير البشرية الذى مات وتجمد كما تجمدت الدماء فى عروق أطفال غزة.. لم تحرك هذه الصرخة المشاعر ولم تهتز لها القلوب ولم تذرف بسببها الدموع ولم تنتفض لها منظمات حقوق الانسان ولا حتى المدافعون عن حقوق الحيوان.. فالجميع وقفوا صامتين يتفرجون على جثة الرضيعة «سيلا الفصيح» ابنة العشرين يوما التى تجمد جسدها النحيل بعد أيام قليلة من ولادتها ولسان حالها يشكو لربها ظلم العباد وكأنها تقول: يا ليتنى لم أولد فى هذه الدنيا الظالم أهلها بعد ان كنت أنعم بالطمأنينة والدفء والحنان فى بطن أمى بحماية أضلعها !! إن ما يحدث فى غزة من جرائم إبادة جماعية امر يفوق القدرة على التصور والتخيل.. الموت بكل انواعه حرقا وقصفا وتفجيرا وجوعا وعطشا وبردا وتحت انقاض مساكن تحولت الى مقابر جماعية تضم بين جنباتها جثث الآلاف معظمهم من الأطفال والنساء والعجائز.. «اليونيسف» أكدت أن عدد الأطفال الذين قتلوا منذ بداية العدوان بلغ 15 الف طفل لكن مع دخول الشتاء يزداد الأمر تعقيدا، حيث يعيش مئات الالاف على شواطئ البحر، فى خيام متهالكة يفتك بهم البرد القارس وتجرف حاجاتهم الأمطار الغزيرة والأمواج العاتية!! القصف لا يتوقف والأبرياء يتساقطون والبقية ينتظرون مصيرهم المحتوم، حتى المرضى والأطباء والمسعفون لم يسلموا من محرقة مستشفى كمال عدوان التى تعد بمثابة جريمة حرب مكتملة الأركان ستبقى شاهدة على العار الذى ترتكبه إسرائيل ومن يمدها بالسلاح ومن يدعمها فى ميادين السياسة لارتكاب المزيد من الجرائم. لك الله يا غزة.. وللبشرية الخزى والعار !!