قبل أن يدخل «نتنياهو» المستشفى لإجراء جراحة عاجلة، كان حريصًا على أن يصدر مكتبه بياناً يؤكد فيه أن كل ما يتردد عن قرب التوصل لصفقة «جزئية» فى غزة هو محض كذب(!!) كما كان حريصًا على أن يطمئن حلفاءه من زعماء عصابات اليمين الإرهابي عندما يقرأون ما نقل عن رئيس الأركان بأنه أصدر تعليماته بالاستعداد لتوسيع العمليات العسكرية فى غزة، مبرراً ذلك بأنه من أجل المزيد من الضغط على فصائل المقاومة!! لم يخيب نتنياهو الظن به. الرجل ماض فى طريق الحرب بلا نهاية على مدى عام كامل وهو يمارس نفس الطريقة، ويقابل كل الضغوط من الداخل والخارج بالمراوغة وكسب الوقت ونسف أى اتفاق مقترح فى اللحظات الأخيرة. حتى فى الحديث عن صفقة جزئية لا يريد أن يفتح باباً قد يقود إلى الحل الذى لا بديل عنه وهو إنهاء الحرب الذى يعنى إنهاء حكمه. لا يعبأ بأن 75٪ من الإسرائيليين يؤيدون صفقة تعيد الرهائن وتنهى الحرب مادام يملك الأغلبية البرلمانية التى تبقيه فى الحكم بأصوات اليمين المتطرف، وما دام القرار الأمريكى معه مهما كان حجم جرائمه!! الغريب بالفعل هو الحديث العسكرى عن توسيع العمليات فى غزة. الجيش وكل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لم تترك مناسبة من قبل منتصف العام بكثير إلا وأكدت أن الحرب بالنسبة لها ، انتهت، وأنه لم يعد هناك فى غزة ما يقصف بعد أن تم تدمير كل شىء وبعد قتل أكثر من 45 ألف شهيد فلسطيني.. ومع ذلك يتم التهديد اليوم بتوسيع العمليات العسكرية؟! العالم كله يرى ماذا فعلت حرب الإبادة، وإسرائيل لم تعد تجد أهدافاً لحربها إلا الأطفال في المخيمات، والمرضى والأطباء فى المستشفيات التى تقوم بإحراقها فى مشهد يجسد حقيقة النازيين الجدد.. والآن يقولون إنهم سيوسعون عملياتهم، ويتوهمون أن المزيد من حرب الإبادة هو الحل ،كل الفاشيين والنازيين فعلوا ذلك فكتبوا نهايتهم يتصورون أنهم قادرون على فرض هيمنتهم على المنطقة التى تعرف جيداً أنهم لا يمثلون شيئاً دون الدعم الأمريكي!! منذ البداية.. كان نتنياهو يعتبر الرهائن الإسرائيليين عبئاً يتمنى الخلاص منه بدلاً من إضاعة الوقت لاستعادتهم (!!) الآن أصبحت إسرائيل كلها رهينة لدى النازيين الجدد الذين لا يعرفون إلا طريقاً نهايته السقوط الحتمى لكيان عنصري لم يعد ، كما كان منذ نشأته ، خطراً على العرب والمنطقة، بل أصبح عبئاً على العالم كله!!