72 ساعة تفصلنا عن بداية العام الجديد 2025، أتأمل تلك الأجواء الاحتفالية التى يعيشها العالم فى هذا الوقت من السنة، حيث تلتقى النهايات بالبدايات. سمة شعور بالأمل يسرى فى أعماقى، تنتعش روحى برؤية الألوان والأنوار تزين واجهات المحال التجارية والأبنية. ابتكارات جميلة لتكوينات ولوحات رائعة يتفنن صانعو البهجة فى إبداعها، بالونات وهياكل لشخصيات بابا نويل وشخصياته الأسطورية تتصدر بهو الفنادق والمولات، تتجمع العائلات لتلتقط صورًا تذكارية لأطفالهم يلهون ويبتهجون بطقوس الاحتفالات برأس السنة. حتى أماكن العمل أو بعضها تقوم بنفس الشىء، تحرص قيادتها الواعية بأهمية نثر بذور الفرحة فى قلوب العاملين بها. رغم الأجواء العصيبة التى يعيشها العالم فى أكثر من بقعة من بقاع العالم يتشبث الإنسان بالأمل فى غد أفضل، وعالم أهدأ تسوده العدالة تخف فيه وطأة الحروب وسفك دماء الأبرياء. وتعود الإنسانية إلى مسارات الحياة ومصائر البشر. شاهدت فيديو يحتفل فيه اللبنانيون بالكريسماس، فرحت لهم ومعهم، فهذا شعب لا يعرف الاستسلام ولا تهزمه الأحزان. شعب متمسك بالأمل والحق فى الحياة كما تنبغى أن تعاش، باحثا عن النور فى أحلك لحظات الظلام. لم تكن سنة 2024 سهلة، كانت صعبة على سكان العالم كله، وخاصة منطقتنا العربية التى شهدت حروبا دامية فى غزة ولبنان وسوريا واليمن والسودان. كذلك تابعنا اغتيال قيادات حركة حماس، وحزب الله، سقوط نظام الأسد، وسيطرة الجولانى على مقاليد الأمور حتى إشعار آخر. مصرنا الحبيبة تعانى من الظروف الاقتصادية الصعبة، لكنها تحاول الصمود، وتتشبث بالحفاظ على الاستقرار رغم كل شىء. حلول كثيرة تجرى على الأرض الآن من أجل استكمال الإصلاح الاقتصادى وتحسين مستوى معيشة المواطنين، آخرها الاجتماع الذى عقدته الحكومة المصرية بقيادة د.مصطفى مدبولى مع كبار رجال الأعمال فى مصر. فى هذا الاجتماع المهم قدموا حلولًا للحكومة لتقليل الفجوة الدولارية، وتخفيض سعر الفائدة فى البنوك. نعم نحن نتشبث بالأمل، لأننا نؤمن بأننا شعب مختلف، يقف يدًا واحدة لمواجهة الشدائد، لا نعرف الطائفية ولا الانقسام، ونتطلع إلى السماء بقلب خاشع أن يحفظ الله بلدنا من كل شر، وأن يأخذ بيد قيادتنا وحكومتنا للعبور من كل ضائقة بسلام ونجاح. لا نملك إلا الأمل، فما معنى الحياة دون الأمل؟.