يترك مجرم الحرب «نتنياهو» وراء ظهره كل ما قيل عن قرب التوصل لاتفاق على هدنة تتيح تبادل الرهائن والأسرى وتسمح بدخول المساعدات إلى غزة، ويواصل حرب الإبادة بأبشع صورها حيث لم يعد أمام قنابل وصواريخ إسرائيل من أهداف إلا ما تبقى من مستشفيات تحاول أن تقدم أى مساعدة طبية لمليونى فلسطينى، ومعها خيام النازحين الذين يحاولون منذ أكثر من عام الهروب من الموت إلى الموت، بعد أن أصبح كل قطاع غزة منطقة غير آمنة وغير صالحة للحياة الآدمية!! لم تعد اسرائيل فى حاجة لتبرير جرائمها ولو بادعاءات كاذبة، الآن تقصف المستشفيات وتقتل المرضى والأطقم الطبية كما قصفت المدارس لتقتل الأطفال والنازحين والآن تستهدف المخيمات، لأن المساكن تم تدميرها، ولأن الرسالة الإسرائيلية ينبغى أن تصل دائماً للضحايا بأنه لا مصير لهم إلا الموت أو التهجير (!!). نتنياهو ليس فى حاجة إلى تأكيد جديد بأنه لا يريد اتفاقاً يفتح الباب أمام توقف المذبحة، وأنه يتمنى لو كان قد تخلص من الرهائن بقنابل جيشه (كما حدث سابقاً) لكى يتفرغ لمهمته الأساسية ويستمر فى حرب الإبادة بلا معارضة، وينفذ مخططات إعادة احتلال غزة والتخلص من سكانها وفقاً لخرائطه المجنونة واتفاقاته مع حلفائه من زعماء وعصابات الإرهاب الصهيونى، واعتماداً على تأييد أمريكى لا يرى فى كل ذلك إلا ممارسة لحق الدفاع عن النفس أو انتصاراً للديمقراطية وحقوق الإنسان!! فى كل الأحوال.. يرفض نتنياهو أى حديث عن «إنهاء الحرب» فى غزة حتى لو اضطر لقبول صفقة جزئية لتبادل الرهائن والأسرى، وفى نفس الوقت يراوغ فى تنفيذ اتفاق الانسحاب من جنوبلبنان، ويؤكد بقاء القوات الإسرائيلية فى الجولان والمنطقة العازلة وجبل الشيخ فى سوريا المغلوبة على أمرها. يريد من ناحية أن يعطى الانطباع عن «انتصارات وهمية» وهو يدرك أنه لم يحارب فى سوريا، ولم ينتصر فى لبنان، ولم يستطع رغم الدعم الأمريكى المطلق أن يسترد رهائنه فى غزة أو يجبر أهلها الصامدين على ترك وطنهم. وهو من ناحية أخرى يريد أن يقول للداعم الأمريكى أنه ما زال استثماراً ناجحاً لأمريكا فى المنطقة، وأنه ينتظر «المكافأة» من الإدارة القادمة فى يناير (!!).. و»المكافأة» هنا لا تعنى إلا المزيد من الحروب والصفقات الخائبة، والرهان على دولة قال الرئيس ترامب بنفسه أثناء الانتخابات الأخيرة إنها ستختفى فى عامين فقط إذا لم تنقذها أمريكا!!