من الذى يحكم سوريا الان؟ هل هو أبو محمد الجولانى العضو المؤسس فى اخطر 3 تنظيمات إرهابية هى القاعدة وداعش وجبهة النصرة . أم هو أحمد الشرع الذى غير جلده وهذب لحيته وخلع قناع جماعته وظهر فى نيولوك جديد مرتديا زى القائد الذى اسقط بشار الأسد ونظامه؟ لا يخفى على أحد أيضا أن ما حدث بضوء اخضر من أمريكا التى تخلت عن كل ثوابتها من اجل مصلحة ابنتها المدللة إسرائيل وما زاد الطين بلة ذلك التبرير العجيب من الشرع الذى اكتفى بقوله: لسنا بصدد الخوض فى صراع مع إسرائيل حاليا، وانه يترك الامر للتفاوض مستقبلا!! من يحكم سوريا الان؟ هل هو الجولانى الذى بادرت كل التنظيمات الإرهابية بمختلف أيديولوجياتها وتوجهاتها بتهنئته وفتح حوار معه بينما تتحفظ الدول العربية والإسلامية؟ أم هو الشرع الذى اكد لكل الوفود الامريكية والأوروبية التى زارته انه لن يحول سوريا الى قندهار كما حدث فى أفغانستان، وأن سوريا سوف تنعم بحكم مدنى يحترم المرأة ولا يقصى أى فصيل بدليل إنارة شجرة الكريسماس فى أكبر ميادين دمشق؟!! لكن اذا كان الامر كذلك فبماذا نفسر نشر تلك الصورة التى استفزت وأثارت استياء جميع المصريين والتى ظهر فيها الجولانى مع اخطر إرهابى مصرى هارب من الإعدام فى قضية اغتيال النائب العام الأسبق المستشار هشام بركات؟! إن ما نشهده يؤكد ان هناك تحولا كبيرا فى استراتيجيات التنظيمات الإرهابية التى لجأت الى مزج الخطاب الوطنى مع المشاريع الدينية لتحقيق غاياتها السياسية، وهو ما وصفته صحيفة الجارديان البريطانية بانه «تكتيك جديد» باتت تلك التنظيمات تستخدمه كغطاء وطنى للظهور بمظهر القوى المحررة المدافعة عن الشعب، لاكتساب الشرعية المحلية والدولية فى المرحلة الأولى على ان تقوم بتنفيذ اجندتها الخاصة فى مرحلة لاحقة .