ماذا حدث وكيف حدث ولماذا حدث ذلك السقوط الدراماتيكى لنظام الأسد الذى حكم سوريا قرابة الستين عامًا أبًا ثم ابنًا؟ هل توافقت كل القوى على سقوط نظام الأسد دون قتال ؟ ماذا عن مستقبل سوريا فى ظل قيادة جديدة تتعارض توجهاتها مع توجهات الفرقاء سواء المدعومون من إيران أو من روسيا أو من تركيا ؟ ماذا عن موقف أمريكا التى آثرت الصمت فى موافقة ضمنية لكل ما يحدث ؟ ولماذا تخلت روسيا عن حليفها الاستراتيجى بشار الأسد بهذه السهولة ؟ ماذا عن محمد الجولانى الذى خلع قناع جماعته الإرهابية وظهر فى نيولوك جديد باسم مدنى «أحمد الشرع» ليبعث رسائل طمأنة للداخل السورى وللخارج بأنه خلع رداءه وجاء ليحرر سوريا من ظلم نظام ديكتاتورى ؟ وهل يعيد وجوده على قمة السلطة حاليًا إحياء الجماعات المتطرفة من جديد ؟ هل آن الأوان لسوريا أن تستريح من عناء صراع مسلح استمر 13 سنة ؟ هل ينجح الفرقاء السوريون بتنوع فصائلهم ومصالحهم وارتباطاتهم بدول بعينها فى إدارة سوريا لحين انتخاب رئيس جديد ؟ الوضع جد خطير .. فنظام الأسد ترك سوريا بها قواعد عسكرية لخمس دول وميليشيات مسلحة . هل يتعظ السوريون ويتعلمون من تجارب دول الجوار ؟ لقد رأينا جميعًا عبر الشاشات الاحتفالات السورية الصاخبة ابتهاجًا بإسقاط النظام ، هذه المشاهد أعادت إلى الأذهان ما حدث فى العراق مع صدام حسين وما حدث فى ليبيا مع معمر القذافى وما حدث فى اليمن مع على بن صالح وما حدث فى السودان مع البشير لكن سرعان ما انتهت هذه الاحتفالات بصراعات دامية بين الطوائف والفصائل والميليشيات لتغرق بلادهم فى حروب ونزاعات داخلية . بالتأكيد إسرائيل هى المستفيد الأكبر مما حدث فى سوريا . إن ما حدث فى سوريا وما يحدث من حولنا يجعلنا نحمد الله على نعمة الوطن ونعمة الأمن والاستقرار وأن نفخر بجيشنا وشرطتنا وأن ندعم رئيسنا الذى تثبت الأحداث صدق رؤيته وبعد نظره وحرصه على حماية تراب الوطن وأمنه واستقراره .