استعرض البروفيسور جيفري هينتون، المعروف بلقب الأب الروحي للذكاء الاصطناعي والفائز بجائزة نوبل لعام 2024 في الفيزياء، رؤيته حول التحديات المستقبلية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على البشرية. وشهدت الندوة التي استضافتها الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم الهندسية، حضور العديد من الباحثين والخبراء الذين ناقشوا معه سبل تعزيز التعاون الدولي للحد من المخاطر الناجمة عن الذكاء الاصطناعي. اقرأ ايضا .. بعد حصوله على نوبل.. تكريم عراب الذكاء الاصطناعى بجامعه تورنتو وبحسب الأكاديمية الملكية السويدية، أكد هينتون أن التعاون الدولي لمواجهة التهديدات الوجودية للذكاء الاصطناعي، مثل السيطرة على أنظمة أكثر ذكاءً من البشر، يعد أمرًا حتميًا. وأضاف أن هذا التعاون يجب أن يستند إلى نهج مشابه لما حدث خلال الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي، عندما اتفقت القوى العظمى على تجنب الحرب النووية. وأشار إلى أن هذه القضية تتطلب من الدول الكبرى، مثل الصينوالولاياتالمتحدة، الالتزام بحوار بناء لتجنب الكوارث المستقبلية. تهديدات قصيرة وطويلة المدى وقسم البروفيسور جيفري هينتون التهديدات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي إلى نوعين: قصيرة المدى وطويلة المدى. وأوضح أن التهديدات قصيرة المدى تشمل الهجمات السيبرانية، فقدان الوظائف، وانتشار تقنيات التزييف العميق، مما يشكل خطرًا مباشرًا على الأفراد والمجتمعات. أما التهديد الطويل المدى، فقد ركز على ما يُعرف بالتهديد الوجودي، والمتمثل في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر ذكاءً من البشر. وشدد هينتون على أن مثل هذه الأنظمة قد تسيطر على البشرية إذا لم يتم تصميمها بحذر. وأكد أن الأنظمة الذكية يجب أن تُصمم بحيث لا ترغب أبدًا في السيطرة على البشر، مشبهًا الوضع بتربية نمر صغير يجب التأكد من أنه لن يتحول إلى تهديد عندما يكبر. أهمية تصميم أنظمة آمنة أضاف هينتون أن تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي يتطلب عناية خاصة لضمان أنها تعمل لصالح البشرية فقط، وقال: علينا التأكد من أن هذه الأنظمة تُصمم بحيث تكون أدوات مفيدة، وليست منافسة للبشر. ودعا إلى وضع سياسات عالمية تضمن أمان هذه الأنظمة على المدى الطويل. خلفية عن البروفيسور جيفري هينتون يُعتبر هينتون من أبرز الشخصيات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ساهم بشكل كبير في تطوير تقنيات الشبكات العصبية الاصطناعية. ويُعرف هينتون بآرائه الجريئة حول ضرورة إدارة المخاطر المرتبطة بهذه التكنولوجيا. حصل على العديد من الجوائز العالمية تقديرًا لمساهماته العلمية، آخرها جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2024.