يحتاج الأطفال في مرحلة ما قبل دخول المدرسة إلى الرعاية والاهتمام، ودور الحضانة من أهم المنشآت المنوط لها حماية الطفل وحثه على التعلم والإبداع، لكن الواقع مغاير للقوانين التى أقرت هذه الشروط وكشفت بعض الوقائع تخلى بعض الحضانات عن هذه المبادئ، وتعرّض الأطفال فيها لوقائع مؤسفة بسبب الإهمال والعنف على يد معلمات يفتقدن المهنية وعدم القدرة على التعامل مع الصغار فى هذه السن، مما يؤكد ضرورة الالتزام بشروط مهمة لضمان حصول الطفل على الرعاية والاهتمام والتعلم فى مراحل عمره الأولى. ◄ يجب تدريب وتأهيل المعلمات قبل التعامل مع الأطفال قبل أيام، أثارت واقعة اعتداء معلمة في مرحلة رياض الأطفال بمحافظة الغربية على طفلة بالضرب استياء أولياء الأمور، حيث انتشر مقطع فيديو تظهر فيه المعلمة وهى تعنِّف طفلة صغيرة لا تتعدى 4 سنوات بسبب عدم قدرتها على قراءة المكتوب على السبورة، وقامت بضربها على رأسها بعصا خشبية عدة مرات، بينما انخرطت الصغيرة فى البكاء. ورغم فصل المعلمة واتخاذ الإجراءات القانونية تجاهها، فإن هذه الواقعة أعادت إلى الأذهان عدة مشاهد لحوادث اعتداء على «الزهور الصغيرة» تكررت فى الحضانات خلال الفترة الماضية، جعلت أولياء الأمور ينتفضون فى وجه الإهمال الذى طال أبناءهم فى دور الحضانة. تحكى «س.ع»، عن تعرض ابنها للإهمال بإحدى دور الحضانة خلال تواجده فى رحلة بحضور المعلمات والمشرفات، وفوجئت الأم بمعلمة الحضانة تخبرها تليفونيًا أن طفلها مرض فجأة وتم نقله إلى المستشفى للكشف عليه، وعندما وصلت الأم ارتابت فى الأمر وأن هناك أمرًا ما حدث تحاول المعلمات والمشرفات إخفاءه. تتابع: اتصلتُ بالمعلمة وسألتها عمّا حدث ولماذا تم نقل ابنها إلى المستشفى، فادعت أنه فقد توازنه فجأة مما استلزم نقله إلى المستشفى للاطمئنان عليه، لكننى لاحظت وجود علامة على رقبة ابنى وعندما رجعت لسؤال المعلمة قالت إن الولد جُرح من رباط الجاكت لأنه كان يقوم بشده على عنقه، ولكن بعد مراجعة كاميرات المراقبة اكتشفت أنهم أهملوا فى الأطفال وانشغلوا عنهم وكان ابنى يلهو فى أحد الألعاب والتف الرباط حول رقبته وتعلق فى اللعبة ما سبب له اختناقا». ومن أشهر حوادث العنف ما حدث فى واقعة تعنيف الأطفال من قبل مديرة إحدى دور الحضانة بالإسكندرية، حيث كانت البداية عندما تلقت ولية أمر مكالمة هاتفية من معلمة سابقة بالحضانة أبلغتها فيها أن طفلتها تتعرض للعنف والضرب من قبل مديرة الحضانة والعاملين بها، وأرسلت لها مقطعًا صوتيًا يظهر فيه صوت ابنتها وهى تبكى وتصرخ، وبعد تواصلها مع أولياء أمور آخرين علمت أنهم يجدون آثار عنف على أجساد أطفالهم، فحرروا محاضر ضد مديرة الحضانة وأثناء التحقيقات تبيّن أن المديرة كانت تدير الحضانة قبل حصولها على تصريح. ◄ اقرأ أيضًا | ضبط مشرفة الحضانة المتهمة بالتعدي بوحشية على طفلة بالغربية ◄ تأثير العنف تكرار مثل هذه الحوادث قد يؤثر على شخصية الطفل وقدرته على التكيف مع المجتمع مستقبلًا، كما يوضح الدكتور على النبوى أستاذ الطب النفسي. ضرورة إخضاع المعلمات والمشرفات اللواتى يعملن فى الحضانات لاختبارات لتوضيح شخصياتهن ومدى قدرتهن على التعامل والتواصل مع الأطفال فى هذه السن، حيث يجب أن تتمتع المعلمة أو المشرفة بمجموعة من السمات أهمها الصبر، لضمان عدم تعرض الطفل لأى إساءة لفظية أو جسدية. ◄ حقوق الطفل فيما تقول ليلى كرم الدين الخبيرة التربوية أستاذة علم النفس كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، إن الأطفال فى سن الحضانة يحتاجون إلى رعاية وتربية وتنشئة وهذه الأمور تعتبر حقًا من حقوق الطفل سواء على أسرته أو مجتمعه لإعداد الطفل للمستقبل، ولن يقدر الطفل على مواجهة الحياة فى المستقبل دون تنشئة سليمة، لذلك هناك اهتمام من البحوث العلمية والدراسات العليا بمرحلة الطفولة المبكرة للأطفال ووضعت لها البرامج والمناهج لتنمية مهارات الأطفال وضمان نموهم بشكل سليم، كما يجب إعداد برامج للمعلمات والمشرفات اللاتى يتعاملن مع الأطفال. وتؤكد أهمية عقد دورات تدريبية للمعلمات والمشرفات بمرحلة رياض الأطفال لتعليمهن كيفية التعامل مع الأطفال وتوصيل المعلومات إليهم ومساعدتهم على القيام بالأنشطة وسرعة التعلم والابتكار. ◄ ترخيص الحضانات ومن الناحية القانونية، يوضح أحمد مصيلحى رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال، أن دور الحضانة لا بُد لها من عدة اشتراطات لكى يتم استخراج التصريح اللازم لمزاولة المهنة، تنقسم بين الهيكل الشكلى للحضانة وبنيتها التحتية وإعدادها لتكون مناسبة وآمنة لاستقبال الأطفال، ونفس الأمر بالنسبة للطاقم الوظيفى والمعلمات اللاتى يجب إعدادهم للتعامل مع الأطفال سلوكيًا ووظيفيًا. وأضاف قانون الطفل كفل الحماية له عند تعرضه للعنف فنص على معاقبة كل من يعتدى على طفل بالضرب بالحبس لمدة لا تقل عن 6 أشهر وتصل إلى 3 سنوات.