باحث في الشأن السوري والتركي: أزمة دمج الجماعات المسلحة بالجيش السوري أنهم «مليشيات وبينهم عناصر أجنبية ولهم ولاء لدول أخرى تمولهم» - أستاذ علاقات دولية: «هيئة تحرير الشام» لن تسيطر على باقي الفصائل السورية على غرار نموذج طالبان في أفغانستان لصعوبة قوات «قسد» والعلويين تتجه أنظار العالم صوب سوريا حاضنة أكبر تنظيمات وفصائل مسلحة مختلفة الأيديولوجيات والتوجهات والولاءات لقوى إقليمية ودولية؛ فهناك هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع «أبو محمد الجولاني» والتي تضم في تشكيلها عناصر منشقة من تنظيمات القاعدة وداعش وجبهة النصرة وهم الموالين لتركيا، أضف إلى هؤلاء العلويين الشيعة الموالين لإيران، والأكراد ويمثلهم قوات «قسد» أي قوات سوريا الديمقراطية الموالية للولايات المتحدةالأمريكية، ثم تجد الجيش السوري الحر وهو مزيج من الثوار والمنشقين عن الجيش السوري النظامي إبان حكم بشار الأسد وموالين لتركيا أيضا، ثم تظهر فصائل ضعيفة التأثير في الوقت الراهن مثل «داعش» وجبهة النصرة بعدما قاتلتهم هيئة تحرير الشام في الآونة الأخيرة وغالبيتهم أجانب يغلب عليهم طابع السلفية الجهادية المتشددة وموالين لقوى إقليمية.. هذه الجماعات ذات التوجهات والأفكار والولاءات الكثيرة المتشعبة تفرض تحديا كبيرا على مستقبل الدولة السورية، وتطرح تساؤلات حول مصير هذه الجماعات؟.. أيضا ما قامت به الولاياتالمتحدة بالإعلان عن قتل زعيم تنظيم داعش في سوريا الملقب ب«أبو يوسف» يطرح كافة السيناريوهات حول مستقبل هذه التنظيمات في قادم الأيام. اقرأ أيضا: فيديوجراف| نهاية نظام الأسد.. الرابحون والخاسرون من الأحداث في سوريا في البداية.. يقول الكاتب الصحفي بجريدة "زمان" التركية محمد أبو سبحة، الباحث في الشأن السوري والتركي، في تصريحات خاصة ل«بوابة أخبار اليوم»، إن التنظيمات الجهادية تعتبر هي الفاعل الآن على الأرض، ولذا فإن بناء جيش جديد بعد حل الجيش السوري النظامي أمر تشوبه الكثير من المخاوف، خاصة في حال دمج هذه التشكيلات المسلحة التي أطاحت بالنظام السابق في الجيش، كونها أولا تشكيلات غير نظامية أي مليشيات وبينهم عناصر أجنبية، ثانيا أن هذه التشكيلات تدين بالولاء لدول أخرى كانت تمولها وتدعمها في السنوات السابقة للإطاحة بالنظام. وذكر "أبو سبحة"، أن سوريا عانت طوال حكم نظام البعث من تهميش كل ما دون الطائفة العلوية، وبالتالي سيكون من الغباء إتباع الإدارة الجديدة النهج ذاته، لذلك من المؤكد أنه سيكون هناك مسعى لإظهار تمثيل أكبر للطوائف والمذاهب، لمنع وقوع صدامات، لكن ستضح نوايا السلطة الجديدة تجاه الأقليات والطوائف، بموقفهم من الأكراد باعتبارهم الفئة الأعلى صوتا والأكثر تنظيما، ولديهم مطلب واضح بالحكم الذاتي لمناطقهم، وهي قضية تمثل أهمية لتركيا الداعم الرئيسي للتنظيمات التي استولت على السلطة حاليا، مما يجعلهم أمام اختبار حقيقي، يثبت مدى انتمائهم، خاصة أن تركيا لا تريد قيام دولة للأكراد في سوريا. من جانبه، يرى د. رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، في تصريحات خاصة ل«بوابة أخبار اليوم»، أن هذه التنظيمات المسلحة سيتم إعادة تشكيلها كبديل للجيش السوري، مضيفا أن الأقليات العرقية والدينية في سوريا ستسعى كل واحدة منها للسيطرة على جزء من الأرض، لافتا إلى أن العلويين في سوريا يسيطرون على منطقة الساحل المطل على البحر المتوسط ويتلقون دعما روسيا وإذا ما حدث سيناريو تقسيم لسوريا سيتم إعلان الدولة العلوية في الساحل السوري وروسيا ستجد موطأ قدم لها في البحر المتوسط. وتابع «عاشور»، أن الأكراد لديهم مناطق سيطرة في سوريا واستطاعوا هزيمة تنظيم «داعش» واعتقال 13 ألف عنصر من داعش في سجونهم والتي تعرضت لقصف تركي من قبل، لذا فإن الأقليات العرقية ستلجأ لإعلان دويلات منفصلة في سوريا وإن لم يحدث هذا ستندلع حرب أهلية شرسة يكون فيها الكل ضد الكل. وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، أنه في حالة سيطرة «هيئة تحرير الشام» على باقي الفصائل السورية وإخضاعها ربما يحدث استقرار زائف على غرار سيطرة حركة طالبان على باقي التنظيمات المسلحة في أفغانستان لكن هذا لن يحدث في سوريا لأن سيطرة هيئة تحرير الشام على الأكراد وقوات «قسد» صعبة لأنهم مسلحين ومدربين تدريبا جيدا، إضافة إلى العلويين وسيطرتهم على منطقة الساحل على البحر المتوسط.