فى مقابلة أجرتها معه مؤسسة «الديمقراطية الآن» عام 2007، روى الجنرال ويسلى كلارك القائد السابق لقوات الناتو وأحد كبار قادة الجيش الأمريكى، كيف أبلغه أحد الجنرالات، أثناء زيارته للبنتاجون فى الأيام التى أعقبت هجمات 11 سبتمبر، بأن القرار اتُخِذ بالفعل بالذهاب للحرب مع العراق بالرغم من عدم وجود دليل يربط نظام صدام حسين بالهجمات. وفى اجتماع بعد بضعة أسابيع، أبلغ نفس المسئول كلارك أن خطة وضعت لضرب «7 دول خلال 5 سنوات»، بسبب التهديدات التى تشكلها على المخططات الأمريكية وأمن إسرائيل. وهذه الدول هى العراق وسوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وإيران. وقال له الجنرال «لدينا جيش جيد ويمكننا إسقاط الحكومات فإذا كانت الأداة الوحيدة التى تمتلكها مطرقة فكل مشكلة يجب أن تبدو وكأنها مسمار». الخبر الجيد أن المدة المقررة للخطة والمحددة ب 5 سنوات امتدت ل 23 عاما، لكن الخبر السيئ أنها نجحت بالفعل فى إغراق الدول المذكورة «باستثناء إيران» فى دوامة، اما العنف أوالفوضى أو الحروب الأهلية أو تغيير الأنظمة التى كان آخرها الإطاحة بنظام الأسد الذى صمد 13 عاماً وسقط فى 11 يوما. اللافت أن نفس الرقم 7 ذكره رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو نهاية سبتمبر 2024 عندما قال «إن إسرائيل تخوض حربا على 7 جبهات». ورغم أن جبهات نتنياهو ال7 تختلف عن ال7 دول المذكورة فى الخطة، حيث حلّت غزة والضفة واليمن بديلاً لليبيا والسودان والصومال، إلاّ أن الهدف فى الحالتين يبقى تقريباً واحداً وهو تغيير الواقع الاستراتيجى والجيوسياسى فى الشرق الأوسط ومنطقة القرن الإفريقى الحيوية، ومحاولة تقزيم الدول الكبرى فى المنطقة عبر التقسيم والإضعاف والفوضى مقابل توسيع رقعة إسرائيل ومنحها مزية التفوق ليس فقط عسكرياً، ولكن اقتصادياً وجيوسياسياً أيضاً. مجابهة هذه الخطة التى تتسع مع الوقت تتطلب من كل دولة الحفاظ على مقوماتها ومؤسساتها واستقرارها وسيادتها.. كى لا تتحول لمفعول به فى رقعة «الشطرنج الشرق أوسطية».