تشهد الساحة الرياضية المصرية حالة من التوتر والتعصب بين جماهير الأندية المختلفة، لا سيما فى ظل التغطية الإعلامية المكثفة للرياضة، وخصوصًا كرة القدم. وللحد من هذه الظاهرة التى باتت تهدد مستقبل الرياضة بشكل عام تدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز فى خطوة مهمة فى مستهل أعماله بعد التشكيل الجديد له لإعادة الانضباط فى المنظومة التليفزيونية الرياضية بقرارات حاسمة تتعلق بضبط الأداء الإعلامى، وتعزيز الروح الرياضية، ونبذ مظاهر التعصب التى تهدد النسيج المجتمعى. ألزم المجلس جميع البرامج الرياضية بأعلى معايير المهنية والموضوعية، ومنع إثارة الجدل أو التراشق بالألفاظ بين مقدمى البرامج والمحللين الرياضيين ووضع مدة زمنية للبرنامج لا تتجاوز 90 دقيقة. كما شدد المجلس على ضرورة عدم التعليق السلبى أو التشكيك فى نزاهة الحكام وألغى فقرة تحليل التحكيم التى شككت الجميع فى نزاهة المباريات واتهموا الحكام فيها بشكل غير مباشر فى نزاهة تحكيمهم وانحيازهم لفرق بعينها. تهدف هذه القرارات إلى تحقيق عدد من الأهداف المهمة. أولها الحد من التعصب بين الجماهير؛ حيث يسهم تنظيم المحتوى الإعلامى فى تقليل الخطاب العدائى والتحريض بين جماهير الأندية، مما يؤدى إلى تهدئة الأجواء العامة وتخفيف حدة التوتر. وكذلك تعزيز النزاهة الرياضية من خلال منع التدخل فى عمل الحكام وهو ما يعزز الثقة فى نزاهة المسابقات والقرارات التحكيمية. تقودنا هذه القرارات إلى دعم الروح الرياضية والتشجيع على عرض محتوى رياضى إيجابى يساعد فى تعزيز القيم الرياضية وروح الاحترام بين الجماهير، والارتقاء بالإعلام الرياضى بالالتزام بالمعايير المهنية التى تحقق تحسين جودة البرامج مما يعزز ثقة الجمهور فى الإعلام. أضف إلى ذلك أن هذه القرارات ستسهم فى تقليل حدة التوتر الرياضى لحماية النسيج الاجتماعى وتجنب المشاحنات التى قد تنتقل من الملاعب والشاشات إلى الشارع. إن قرارات المجلس الأعلى للإعلام برئاسة المهندس خالد عبد العزيز تأتى فى وقت حرج، حيث يتطلب المشهد الرياضى مزيدًا من الوعى والالتزام من جميع الأطراف المعنية. ومع التطبيق الصارم لهذه القرارات، ليصبح الإعلام الرياضى فى مصر أكثر نضجًا وتأثيرًا إيجابيًا، مما يسهم فى تحسين البيئة الرياضية بشكل عام ونبذ كل أشكال التعصب. خطوة مهمة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام من المؤكد أنها سيتبعها خطوات أخرى لعودة الشاشات إلى أصل هدفها وهو المعرفة والترفيه والتسلية، بعد أن سارت القنوات نحو اتجاه كان يحتاج إلى انضباط إعلامى يعيد الأمر إلى نصابه الصحيح.