أكد الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أن الحقوق الفكرية يجب أن تحظى بنفس الاحترام الذي يُمنح للأموال، مشددًا على ضرورة احترام حقوق الناس في أفكارهم ومعلوماتهم. وأوضح اليداك في لقاء له مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة "الناس" أن السرقة لا تقتصر على الأموال فقط، بل تشمل أيضًا الحقوق الفكرية والعينية مثل الحق في التطوير والحق في الوصول إلى المعلومات والنتائج المبتكرة. اقرأ أيضا| التموين: دعم الخبز كما هو لمدة عامين لحين تقييم تجارب المحافظات وأضاف، أن هذه الحقوق يجب أن تُعامل بجدية تامة ويجب احترام الفكر، وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رائدًا في هذا المجال حيث كان يُقدّر عقول الصحابة ويشجعهم على التفكير والابتكار. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما طرح سؤالًا على الصحابة عن شجرة لا تسقط أوراقها، وهو ما أدى إلى التوصل إلى الشجرة التي تمثل المؤمن وهي النخلة. كما ذكر اليداك حادثة غزوة الخندق، حيث اقترح الصحابي سلمان الفارسي فكرة حفر الخندق كوسيلة دفاعية وهي فكرة كانت جديدة على المسلمين في ذلك الوقت. وقد احترام النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفكرة وقَبِل بها، مما ساهم في تحقيق النصر. وأوضح أيضًا، أن احترام الفكر لم يكن مقتصرًا على الصحابة فحسب بل امتد ليشمل الأسرى في غزوة بدر، حيث منح النبي صلى الله عليه وسلم الأسرى فرصة لتعليم الآخرين فبعضهم تعلم القراءة والكتابة وأصبح ذلك وسيلة لفداء حياته. وأضاف اليداك، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحترم كل نوع من الفكر البشري حيث قام بتعليم سيدنا زيد بن ثابت اللغة السريانية في 17 يومًا فقط مما مكنه من التواصل مع اليهود. وقال: "النبي صلى الله عليه وسلم كان يقدر المجهود العقلي كما يقدر المال."