دمشق - تل أبيب - وكالات الأنباء: قالت مصادر أمنية سورية اليوم: إن إسرائيل وصلت إلى مسافة 25 كيلومتراً جنوب غربى دمشق فى توغلها العسكري، وذلك بعدما استولت على منطقة عازلة فى جنوبسوريا وشنت غاراتٍ جوية ليلاً على الجيش وقواعد جوية. وذكر مصدر أمنى سورى أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى مدينة قطنا على بعد عشرة كيلومترات داخل الأراضى السورية شرقى منطقة منزوعة السلاح تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سوريا.وتأتى العملية العسكرية الإسرائيلية فى سوريا بعد يومين من الإطاحة بالرئيس بشار الأسد على نحو سريع، مما أثار حالة من التوتر بين السوريين ودول المنطقة والقوى العالمية بشأن ما سيحدث لاحقاً. وأمس الأول، احتلّ الجيش الإسرائيلى جبل الشيخ من الجهة السورية، ودخل عدة كيلومترات فى المنطقة العازلة فى الجولان المحتل، كما احتل قرية حينة، وتقدم إلى مشارف خان الشيخ التابعة لمنطقة قطنا والمقابلة لقضاء راشيا اللبناني. كما احتلّ جيش الاحتلال الإسرائيلى قرى وبلدات عرنة وبقعسم والريمة وحينة وقلعة جندل وحينة والحسينية وجباتا الخشب فى ريف دمشقالجنوبي. وفى عمق سوريا، قالت مصادر أمنية فى المنطقة وضباط من الجيش السوري: إن الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة استمرت خلال الليل على منشآتٍ عسكرية وقواعد جوية فى أنحاء سوريا، مما أدى إلى تدمير عشرات الطائرات الهليكوبتر والطائرات النفاثة وأصول للحرس الجمهورى فى دمشق والمنطقة المحيطة بها. وأضافت المصادر: أن عدد الغارات بلغ 300 تقريباً.. وأنها لم تترك شيئاً من أصول الجيش السوري. وشملت الأهداف: قواعد عسكرية وعشرات الطائرات المقاتلة، وعشرات أنظمة صواريخ أرض جو، ومواقع إنتاج ومستودعات أسلحة، وصواريخ أرض أرض. ونقلت رويترز عن تقارير إعلامية إسرائيلية: أن الجيش الإسرائيلى فى طريقه نحو تدمير سلاح الجو السوري. وشنّ «جيش» الاحتلال الإسرائيلى الغارات الأعنف على سوريا، منذ حرب أكتوبر 1973، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر فى سلاح الجو. وقال مسئولون إسرائيليون أمس الأول: إن إسرائيل ستكثف ضرباتها الجوية على مخازن الأسلحة المتطورة فى سوريا وسُتبقى على وجود (محدود)لقواتها على الأرض بهدف القضاء على أى تهديد قد ينشأ عن الإطاحة بالأسد. ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين سوريين قولهما: إن إسرائيل قصفت قواعد جوية رئيسية فى سوريا، ودمرت بنية تحتية وعشرات الطائرات المروحية والمقاتلات. وقالت مصادر محلية : إن 4 غارات جوية استهدفت الليلة مطار المروحيات فى عقربا بريف دمشق. وقال وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس: إن الجيش «سيدمر الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة فى أرجاء سوريا، بما يشمل صواريخ سطح جو وأنظمة الدفاع الجوى وصواريخ سطح سطح وصواريخ كروز والصواريخ بعيدة المدى». وقال مسئول إسرائيلى كبير: «إن الغارات الجوية ستستمر فى الأيام المقبلة، بينما قال وزير الخارجية جدعون ساعر: إن إسرائيل ليس لديها مصلحة فى التدخل فى شئون سوريا الداخلية، إذ لا يهمها سوى الدفاع عن مواطنيها». وأضاف ساعر لصحفيين فى القدس: «لهذا السبب نهاجم أنظمة الأسلحة الاستراتيجية مثل: الأسلحة الكيماوية المتبقية أو الصواريخ والقذائف بعيدة المدى حتى لا تقع فى أيدى المتطرفين». وكانت الأممالمتحدة قد نددت بتقدم القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة فى الجولان السورى الذى تحتله إسرائيل بوصفه يشكل «انتهاكا» لاتفاق فض الاشتباك المبرم بين إسرائيل وسوريا فى 1974. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك: إن القوة الأممية المُكلفة بمراقبة فض الاشتباك (يوندوف) «أبلغت نظراءها الإسرائيليين أن هذه الافعال تشكل انتهاكاً لاتفاق 1974 حول فض الاشتباك»، موضحاً أن القوات الإسرائيلية التى دخلت المنطقة العازلة لا تزال تنتشر فى ثلاثة أماكن.