مؤخرًا خرج علينا الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب بتهديدٍ ووعيد بحرقِ منطقة الشرق الأوسط إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين فى قطاع غزة قبل عودته للبيت الأبيض فى 20 يناير القادم تهديد ترامب، الذى جاء إكرامًا لزوجة نتنياهو التى أرسلها للعشاء مع ترامب وتسول دعمه، لم يخف الفلسطينيين كما كان متوقعًا لأن الفلسطينيين فى غز ة والضفة والمقاومة الفلسطينية بكل أجنحتها لم يعد لديهم ما يخسرونه، فهم يعيشون فى الجحيم بالفعل لأكثر من 14 شهرًا بعد الدمار الرهيب والأعداد الهائلة لضحايا عملية التطهير العرقى والإبادة الجماعية التى مارسها الكيان الصهيونى هناك بدعم مطلق ومباركة من واشنطن وأوروبا. يتنافى تهديد ترامب مع مكانة رئيس دولة يفترض أنها عظمى كما أنه يفتقد للمنطق لأن الجحيم موجود بالفعل فى المنطقة.. نظرة لما يجرى فى غزة والضفة ولبنان وسوريا والسودان واليمن والصومال والعراق (بعد الغزو الأمريكى لها ونهب ثرواتها) وما يتم التخطيط له فى دول أخرى يؤكد أن المنطقة تعيش فى حرائق كبيرة وصغيرة من عشرات السنين بفعل فاعل، منطقة الشرق الأوسط لا تنتظر من ترامب خيرًا فهو لا يختلف كثيرًا عن بايدن الذى قدم دعماً مطلقاً لإسرائيل لترتكب إبادة جماعية فى غزة خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطينى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين. هذه ليست المرة الأولى التى يوجه فيها ترامب تهديداته الرهيبة ففى رئاسته الأُولى وجه تهديدات بتدمير كوريا الشمالية، وتركيع الصين، وإجبار المكسيك بالقوة على دفع تكاليف الجِدار الحدودى معها لمنع المهاجرين، وبتحويل إيران لهيروشيما أُخرى ولم يجرؤ على تنفيذ أى من هذه التهديدات.