وسط مزيج من الدبلوماسية والسياسة الانتخابية، خطف مسعد بولس الأضواء بدور استثنائي في تشكيل المشهد الانتخابي الأمريكي، مع تعيينه كمستشار أول للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق أوسطية، بات بولس شخصية محورية في جهود الحملة الانتخابية لإعادة رسم التحالفات. يجمع بولس بين خبرة اقتصادية عابرة للقارات وتأثير سياسي يظهر بوضوح في قدرة حملات ترامب على اختراق قواعد انتخابية جديدة، من خلال عمله المكثف في ولايات محورية مثل ميشيجان، أسهم بولس في جذب دعم الجاليات العربية والمسلمة التي شكلت تحديا في السابق لسياسات ترامب، خاصة تلك المتعلقة بالشرق الأوسط. ففي خطوة تثير الكثير من الجدل والتساؤلات، أعلن ترامب تعيين مسعد بولس، والد زوج ابنة ترامب، تيفاني، في منصب المستشار الأول للرئيس للشؤون العربية والشرق أوسطية، وهذا القرار الذي أعلنه ترامب عبر منصته «تروث سوشيال» وصف بولس بأنه شخصية بارزة في عالم الأعمال وصانع صفقات محنك، بالإضافة إلى كونه داعمًا لمبادرات السلام في الشرق الأوسط. ◄ من هو مسعد بولس؟ يعكس هذا التعيين اهتمام إدارة ترامب بالاستفادة من شخصيات ذات خلفية دولية وخبرة قانونية واسعة، لتعزيز مصالح الولاياتالمتحدة في منطقة شديدة التعقيد، كما يبرز التعيين استمرار ترامب في الاعتماد على أفراد من دائرة معارفه القريبة، وهو نهج أثار انقسامًا بين منتقدين يرونه خلطًا بين المصالح الشخصية والإدارية، ومؤيدين يعتبرونه استراتيجية لبناء فريق عمل موثوق. يرى أنصار ترامب أن هذا الأسلوب يساهم في بناء فريق عمل متماسك وموثوق، بينما يعارضه منتقدون يرون في ذلك خلطًا بين المصالح العائلية والإدارية، قد يؤثر على الشفافية والمصداقية في اتخاذ القرارات، وذلك وفقًا لشبكة «سي إن إن» الأمريكية. مسعد بولس، هو رجل أعمال ذو أصول لبنانية، يتمتع بسمعة طيبة في مجال الصفقات التجارية المعقدة التي تتطلب فهمًا معمقًا للسياقات الدولية، وتعيينه قد يكون إشارة إلى رغبة ترامب في تبني نهج عملي ومباشر في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، بما يشمل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتفاوض على حلول سلمية للصراعات المستمرة. ◄ علاقة ماسك وإدارة ترامب في سياق موازٍ، أثار إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، جدلا مماثلا بسبب استراتيجياته غير التقليدية في بناء النفوذ السياسي بدلاً من الاعتماد على جماعات الضغط التقليدية، اختار ماسك إنشاء علاقات مباشرة مع صانعي القرار، بما في ذلك الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب. من خلال تخفيض العمليات التقليدية للضغط السياسي، تمكن ماسك من تقديم نفسه كعنصر فاعل ومستقل في المشهد السياسي، قربه من ترامب بعد الانتخابات الأمريكية 2024، ومشاركته في اجتماعات استراتيجية رفيعة المستوى، يعكس أسلوبه المتميز في استخدام العلاقات الشخصية لتعزيز أهداف شركاته، مع التركيز على مبادرات مثل البنية التحتية للسيارات الكهربائية والتوسع في مجالات النقل والفضاء. اقرأ أيضا| «مسعد بولس».. سر الرجل العربي بحملة ترامب | فيديو ما يجمع هذه التحركات هو التركيز على توظيف العلاقات الشخصية لبناء نفوذ سياسي قوي، ما يفتح الباب لتساؤلات أوسع حول تأثير هذه السياسات على مستقبل العمل السياسي في واشنطن، وعلى كيفية إدارة العلاقات الدولية الحساسة مثل قضايا الشرق الأوسط. كلا الحالتين، تعيين بولس ونفوذ ماسك، يلقيان الضوء على تحول في قواعد اللعبة السياسية في واشنطن، فالتركيز على العلاقات الشخصية واختيار شخصيات ذات ارتباطات غير تقليدية يعيد تشكيل السياسة الأمريكية بطرق قد تكون مؤثرة على المدى الطويل. يُذكر أن مسعد بولس كان شديد الاهتمام بوالده خلال مرضه، ما عزز مكانته واحترامه بين عائلته ومجتمعه، وأعطى انطباعا إيجابيا عن مدى اهتمامه بالقيم الإنسانية والاجتماعية، وهو ما انعكس على تقدير المحيطين به لعائلته، وتشتهر عائلة بولس، رغم ثرائها، بتواضعها واندماجها مع محيطها، إذ تُعرف بأبوابها المفتوحة وكرمها، وهو ما يُضاف إلى سمعتها الطيبة سواء في لبنان أو في نيجيريا حيث أقامت. اللقاء الذي جمع مايكل بولس وتيفاني ترامب في اليونان في نادي الممثلة ليندسي لوهان يُظهر كيف تجتمع المصادفات لتشكيل روابط عائلية قوية، ويعكس زواجهما لاحقًا في منتجع «مار آلا جو» بفلوريدا، ليساهم هذا الزواج في تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين الولاياتالمتحدةولبنان من جهة، ويؤكد على أهمية العلاقات الشخصية في توسيع النفوذ العائلي من جهة أخرى. ◄ دور بولس في حملة ترامب ساهم مسعد بولس بدور حيوي في حملة ترامب بانتخابات أمريكا 2024، عبر التركيز على مجتمعات الأمريكيين من أصل عربي ومسلم، خصوصًا في ولاية مثل ميشيجان، التي تُعتبر ساحة تنافسية مهمة، وتمكن بولس من التحدث بلغة المجتمعات العربية، مطمئنا الناخبين بأن ترامب يهدف إلى إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، وهو ما لاقى صدى إيجابيًا بين الناخبين الذين أبدوا استياءً من سياسات إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن تجاه القضايا العربية. كما عمل بولس على إقامة مناسبات اجتماعية مع قادة الجالية العربية بأمريكا، متحدثًا عن رؤى ترامب للقضايا الإقليمية، وهو ما أعطى دفعة قوية لحملة ترامب بانتخابات أمريكا 2024، في حين لم يكن دور بولس السياسي مقتصرًا على الولاياتالمتحدة، بل امتد ليشمل لبنان. وتجمع عائلة مسعد بولس بين الأصالة اللبنانية والنجاح العالمي، ما يجعلها قادرة على لعب أدوار محورية سواء على المستوى المحلي في لبنان أو الدولي في الولاياتالمتحدة، وتبرز الخطوات التي يقوم بها مسعد بولس قدرته على الجمع بين الطموح السياسي والروابط الاجتماعية، وهو ما يضيف قيمة استراتيجية لأي جهة يتعاون معها.