وسط مدينة الإسكندرية وتحت بطريركية الروم الأرثوذكس، يكمن معلم أثري فريد ومثير للإعجاب يُعرف باسم متحف آثار الصهريج، فقد اكتُشف هذا الصرح المميز أثناء أعمال إنشائية داخل الكنيسة، ليكشف عن ماضي المدينة الغني الممتد عبر عصور متعددة. اقرأ أيضاً|البابا تواضروس يهنئ بطريرك الروم الأرثوذكس بالكريسماس يعكس المتحف جهودًا متميزة في الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري، حيث تم تطويره تحت إشراف وتصميم الدكتور محمد عوض، وبالتعاون مع المهندسين أحمد أبو راس وأشرف أبو راس. * موقع متفرد في قلب المدينة يقع متحف آثار الصهريج في الطابق السفلي من بطريركية الروم الأرثوذكس، في موقع يمزج بين الحداثة والتاريخ. هذا الصهريج الذي ظل لعقود مجهولًا، بات اليوم نافذة تطل على التاريخ، حيث أصبح متحفًا أثريًا يعرض مقتنيات نادرة توثق مختلف العصور التاريخية التي مرت بها مصر، بدءًا من الفراعنة وصولًا إلى الحقبة الإسلامية. * تاريخ إنشاء الصهريج والمتحف رغم غموض تاريخ إنشاء الصهريج نفسه، إلا أن قصة اكتشافه وتحويله إلى متحف تعكس رؤية متفردة. فبعد العثور عليه خلال أعمال إنشائية داخل البطريركية، أدرك الدكتور محمد عوض إمكانية تحويل هذا المكان إلى وجهة ثقافية فريدة. اليوم، يعرض المتحف تحفًا من عصور مختلفة، ليكون شاهدًا على التنوع الثقافي والحضاري الذي ميز الإسكندرية. * الوصف المعماري لمتحف آثار الصهريج يتسم المتحف بتصميم معماري يمزج بين البساطة والأناقة، مع الحفاظ على روح العصور التي يمثلها. يضم المتحف العديد من الأعمدة الحجرية، الأواني الفخارية، والتحف الفنية التي تعود لعصور مختلفة. كما تم ترتيب القطع الأثرية بأسلوب يسهل على الزوار التنقل بين الأزمنة. يعتبر الصهريج نفسه قلب المتحف، وهو هيكل معماري قديم صُمم لتخزين المياه. تم ترميمه بعناية فائقة، مع الاحتفاظ بجميع تفاصيله الأصلية، مما يضفي على المتحف لمسة فريدة من نوعها. * قطع أثرية من عصور متعددة العصر الفرعوني: تماثيل صغيرة وأوانٍ فخارية تعكس تطور الفنون والحرف. العصر البطلمي: أعمدة منحوتة وقطع نقدية توضح التأثير الهلنستي. العصر الروماني: نقوش حجرية ولوحات تمثل الحياة اليومية. العصر البيزنطي: فسيفساء ورموز دينية تروي قصصًا عن هذه الحقبة. العصر القبطي: أدوات احتفالية ولوحات فنية ذات طابع ديني. العصر الإسلامي: مشغولات معدنية وزخارف هندسية تعكس براعة الحرفيين. * رحلة الاكتشاف والتحويل إلى متحف بدأت رحلة متحف آثار الصهريج كصدفة أثناء أعمال البناء، إلا أن فريق العمل بقيادة الدكتور محمد عوض نجح في تحويل هذا الاكتشاف إلى مشروع يروي تاريخ الإسكندرية. تميز العمل بالتخطيط الدقيق والتوازن بين الحفاظ على الأصالة وإضافة عناصر حديثة لتوفير تجربة مريحة للزوار. * التحديات وطرق التغلب عليها 1. ترميم الصهريج: كان الحفاظ على هيكل الصهريج تحديًا رئيسيًا، تطلب استخدام تقنيات متطورة لضمان سلامته دون التأثير على طابعه التاريخي. 2. اختيار القطع الأثرية: تم اختيار المعروضات بعناية لتقديم صورة شاملة عن تطور المدينة. 3. إدارة المساحة: صغر مساحة المتحف دفع فريق التصميم إلى إيجاد حلول مبتكرة لتوفير تجربة مميزة للزوار. * دور المتحف في السياحة والتوعية الثقافية أصبح متحف آثار الصهريج نقطة جذب سياحي رئيسية، يقدم تجربة استثنائية للزوار. وإلى جانب دوره السياحي، يعمل المتحف على تعزيز التوعية الثقافية من خلال: ورش العمل والمحاضرات: لتعريف الأجيال الشابة بأهمية التراث. المعارض المؤقتة: تسليط الضوء على جوانب محددة من تاريخ الإسكندرية. التعاون الدولي: دعم الجهود العالمية للحفاظ على التراث. * التصميم والإشراف: رؤية ملهمة قام الدكتور محمد عوض بتصميم وإشراف تطوير المتحف، مع مراعاة دمج العناصر الحديثة مثل الإضاءة والممرات الزجاجية. ساهم المهندسان أحمد وأشرف أبو راس في تنفيذ المشروع باستخدام أحدث تقنيات الترميم والبناء، مما جعل المتحف تحفة معمارية قائمة بذاتها. * تجربة زيارة متحف آثار الصهريج تقدم زيارة المتحف رحلة مميزة عبر الزمن. الإضاءة الهادئة والأجواء الأثرية تجعل الزائر يعيش تجربة تاريخية متكاملة. يمكن للزوار التفاعل مع المرشدين لاكتشاف تفاصيل تاريخية مذهلة عن كل قطعة معروضة. * نصائح للزوار 1. يُفضل الحجز المسبق لتجنب الزحام. 2. احترام القواعد المتعلقة بالتصوير داخل المتحف. 3. الاستفادة من المرشدين للحصول على تجربة غنية بالمعلومات. * تراث ينبض بالحياة إن متحف آثار الصهريج ليس مجرد موقع أثري، بل هو جسر بين الماضي والحاضر. يعكس رؤية متكاملة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه. زيارة هذا المتحف تتيح الفرصة لاستكشاف أبعاد جديدة من تاريخ الإسكندرية، وتجعلنا ندرك أهمية الحفاظ على مثل هذه الكنوز للأجيال القادمة.