من فترة اتشرخت عندى كوباية.. مش أى كوباية.. ولكن المفضلة عندى.. لونها صحيح أبيض شفاف لكن حروفها ذهبية رقيقة ثمينة.. واستحملت كتييير أوى.. وعشان هى جامدة شوية وإزازها سميك فكملت استعمالها.. وفى كل مرة كنت أحط فيها حاجة سخنة أبقى حذرة وخايفة عليها ومتوقعة إنها هتتكسر وتنزل ميت حتة ..بس ألاقيها صامدة ومكملة.. ومستحملة وزى الفل.. لدرجة إنى نسيت شرخها تماما.. وقلت خلاص هى جامدة والشرخ مش مأثر فيها.. ولا علم عليها ..ولأنه من جوه فمش هيجرالها حاجة.. وإديت الأمان..وبقيت أتعامل معاها عادى خالص..ونسيت ضعفها تماما.. واعتمدت على اصالتها وقوة تحملها.. وتمردها على الانكسار ورفضها الاستسلام..! لغاية لما فجأة!. وأنا بحط الشاى سمعت صوت الشرخ بيزيد.. وارتفع الصوت اكتر واكتر.. فكرت بسرعة الحق أحطها فى طبق او اتصرف اعمل اى حاجه لكن مالحقتش أنقذ الموقف.. وهوب.. الكباية تحولت لفتافيت.. وبهدلت الدنيا..! عارفين.. أهى الكوباية دى بالظبط بالظبط شبهنا وشبه علاقاتنا..فكرة انك تجرح حد وتلاقيه مستحمل ومكمل ومتعايش ده مش معناه ان جرحه زال.. بالعكس الجرح جواه بيكبر وانت مش واخد بالك.. ومع الوقت وتحاملك عليه ممكن ينفجر ف وشك.. فكرة إنك تظلم حد وتتصور إنه نسى أو إن الموضوع هيعدى ببساطة وان الدنيا عادية وطبيعية.. طبعا غلط تماما.. بالعكس اللى ظلمته هيفضل فاكر ومنتظر منك العدل والانصاف.. أما حكاية ان الناس بتسامح وبتنسى ده كلام جميل نقراه فى الكتب او نسمعه على لسان الوعاظ والدروس النظرية فقط!.. وصعب جدا أن يمحيه الزمن!.. يا بنى آدم وحواء.. رفقا.. حتى لا ينكسر الكوب.. رفقا.. رفقا!.. ما رأيكم فى هذا المقال بلهجتنا العامية ؟! من أوراقى القديمة .