«تتحدث وتشعر».. طرق تواصل الأشجار مع بعضها

في حين أن الأشجار تتميز بطبيعتها الصامتة إضافة لتزويد البشر بالأكسجين، إلا أن تلك الكائنات الخضراء المورقة تتحدث مع بعضها البعض مثل البشر، ولها لغة سرية خاصة بها.
وفقا لما جاء بصحيفة «تايمز أوف إنديا» فقد ترتبط الأشجار بشبكات من الفطريات تحت الأرض تسمى "Wood Wide Web"، أي "شبكة الويب الخشبية".
اقرأ أيضا| زراعة الأشجار قد تقلل من التهابات الجسم وتحسن الصحة العامة
وتساعد هذه الشبكات الأشجار على مشاركة المياه والمواد المغذية وكذلك التواصل مع بعضها البعض، إذ يرسلون إشارات حول الجفاف أو المرض أو هجمات الحشرات التي توجه الأشجار الأخرى لتغيير سلوكها.
- الأشجار تتواصل من خلال نظام المقايضة مثل البشر في الحضارات القديمة
يسمي العلماء هذه الشبكات شبكات الميكوريزا، إذ خلالها تتشابك أطراف الجذور الدقيقة الشبيهة بالشعر للأشجار مع خيوط فطرية مجهرية لتشكيل روابط هذه الشبكة، وتكون هذه علاقة تكافلية أو شكل من أشكال التبادل الاقتصادي أو نظام المقايضة، أي في مقابل عملهم، تستهلك الفطريات حوالي 30 في المائة من السكر الذي تنتجه الأشجار من خلال عملية التمثيل الضوئي، ويوفر هذا السكر الطاقة للفطريات لأنها تحلل التربة بحثا عن النيتروجين والفوسفور والمغذيات المعدنية الأخرى، والتي تمتصها الأشجار بعد ذلك.
- الأشجار تتواصل من خلال الإشارات الكيميائية
تعمل شبكة الميكوريزا كأكثر من مجرد موردين للمغذيات، إذ يمكن أن يساعد أيضا في نقل الإشارات الكيميائية من الأشجار عبر هذه الشبكة تحت الأرض، وإذا تعرضت شجرة لهجوم من بعض الآفات أو مسببات الأمراض، فيمكنها إطلاق مواد كيميائية معينة في التربة تحذر الأشجار الأخرى في المنطقة، ثم تعزز الأشجار القريبة دفاعاتها عن طريق إنتاج مواد كيميائية لصد المهاجمين، وتشبه طريقة الاتصال هذه إلى حد كبير الاستجابة المناعية على مستوى الغابات، حيث يؤدي مجموع الإجراءات من الأشجار الفردية إلى تحسين مناعة النظام البيئي الكلي.
- الأشجار تتواصل عن طريق الهواء
بالإضافة إلى الإشارات الكيميائية، تتواصل الأشجار من خلال استخدام المواد الكيميائية المحمولة جوا المعروفة باسم المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) أو المركبات العضوية التي تتبخر في درجة حرارة الغرفة، وعندما تتعرض الشجرة لهجوم من قبل العاشبة أو الجفاف، تنبعث الأشجار من المركبات العضوية المتطايرة في الهواء.
ويمكن للأشجار المحلية اكتشاف هذه الإشارات المحمولة جوا، والتي يمكن أن تجعلها تعدل استجاباتها الفسيولوجية، على سبيل المثال، عندما تشعر الشجرة بمستوى مرتفع من المركبات العضوية المتطايرة التي تشير إلى هجوم الحشرات، فإنها تبدأ في إنتاج مواد كيميائية تجعل أوراقها أقل جاذبية للحشرات.