فى مشهد عبقرى من فيلم «الكيف»، جسد النجم الكبير يحيى الفخرانى بالضحك فى العزاء حالة المدمن أثناء مرحلة انسحاب المخدر من جسده خلال العلاج. المشهد له هدفه للتحذير من مخاطر الإدمان بشكل عام، وتنفير الناس من مرض الإدمان وتداعياته، فالمدمن له عذره فى أن يضحك فى مواقع البكاء، أو بالأدق مواقع الخشوع والعظة، لكن ما بالنا وقد ابتلينا بمرض خلط الأوراق، ومن بين أبرز أعراضه موضة حفلات الطلاق، ليتحول الجد إلى هزل واستهانة وسخرية بحدث جلل. الطلاق أبغض الحلال، واللجوء إليه فى أضيق الحدود، فهو حق شرعه الله حال استحالة العشرة، وبالتالى فهو أمر لا يستحق الاحتفالات، بل يتطلب التدبر استعداداً لمرحلة جديدة تعالج الجرح العميق للطرفين، الظالم منهما والمظلوم. مثل الحروب تماماً.. فى قضايا الطلاق، ليس هناك منتصر بلا جروح، بل الكل خاسر بميزان الواقع، فهى وبال للطرفين، وتثير الكثير من الضرر للأطفال، أبرزها مشاكل الحضانة والرؤية والوصاية والنفقة، وتشتت الأسرة، وغياب الرعاية السليمة للأطفال، خاصة إذا تخلى الطرفان كلاهما أو أحدهما عن دوره، وتداعيات ذلك على المجتمع فى نشأة أطفال لا شك غير أسوياء. أمام ظاهرة الطلاق المنفلت التى نشهدها حالياً، والتى نتجت عنها حالات غريبة للخلل الاجتماعى، مثل زواج الويك إند، والزواج العرفى، وزواج الورقتين، والمساكنة، لابد وأن تنهض نوبة صحيان تشارك فيها المؤسسات الدينية والتربوية والإعلامية والقانونية للتوعية بمخاطر الطلاق على الأسرة وأفرادها، ثم على المجتمع. نعانى شبه غياب للقضايا الاجتماعية التى تهم الأسرة فى برامجنا الدينية والاجتماعية، التى كانت تمثل نوافذ تنوير لطريق الأسرة، وعبرة وعظة، بينما نعانى تخمة فى برامج التوك شو، والطبخ، والاتيكيت، وكشف الأسرار، والأجدى تكثيف برامج التوعية الأسرية، وكلنا نتذكر برنامج «حياتى» للإعلامية الكبيرة الراحلة فايزة واصف.