بصراحة منظر الأشجار والخضرة يرد الروح فى أى مكان، وجميل أن يتم ذلك على مساحات كبيرة وجديدة أحلى حاجة فى الدنيا منظر الخضرة والشجر وألوان الزهور، أتابع بشغف واهتمام، منذ بدء ذلك المشروع الكبير الذى يتم تنفيذه بمنطقة تلال الفسطاط بمنطقة مصر القديمة، لإنشاء حديقة ورئة جديدة «للتنفس»، وإيجاد مكان للتنزة والخروج، وانتظر كغيرى من القاهريين أو المصريين بصفة عامة لحظة دخولها الخدمة، والإعلان عن افتتاحه بصورة رسمية، تخيلوا 500 فدان دفعة واحدة، فى منطقة شديدة التميز والتفرد من كل اتجاهاتها محاطة بالآثار والأماكن التاريخية والدينية، التى يقصدها العالم من مختلف أرجائه، جامع عمرو بن العاص أول مسجد أقيم بمصر بعد دخول الإسلام لها، والكنيسة المعلقة، ذلك التاريخ القديم والمكانة الرفيعة، وعيون عين الصيرة التى تم تطويرها سياحياً، لتصبح مزاراً سياحياً كبيراً، ومتحف الحضارات بما يحتويه من آثار، ومجمع الأديان وما يحتويه من كنوز، منطقة وسطية كان لابد من أن تتحول لمشروع يخدم المنطقة، فكان التفكير فى تحويلها لحديقة بهذا الاتساع بعد إعادة التخطيط، وهى المنطقة التى كانت مقلباً للقمامة على مدى عقود وعقود، وكانت تزكم أنوفنا بروائحها. بعض المعالم بدأت تظهر على أرض الواقع، وفى قلب المشروع، بعد أن تم التخطيط والرفع المساحى، وجميل أن يجد الأمر ذلك الاهتمام من مسئولى الدولة وقيادتها التنفيذية، سواء على مستوى وزارة الإسكان ووزيرها شريف الشربينى، أو من الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، الذى أتذكر أن أولى جولاته الميدانية كانت لزيارة المشروع، والمتابعة الدقيقة شبه اليومية منهما معاً، والتى لا تنقطع لمتابعة التنفيذ والوقوف على آخر مستجداته، وخطوات الإنجاز، ومراقبة المواعيد والإصرار عليها.. المشروع يقوم على تنفيذه الجهاز المركزى للتعمير، من خلال جهاز تعمير القاهرة الكبرى، وفى إطار تطوير القاهرة التاريخية والخديوية، وهى الحديقة التى تعد أكبر حديقة تشيد فى الشرق الأوسط. المشروع يستهدف زيادة الرقعة الخضراء ومساحات الحدائق داخل العاصمة، لتعد منطقة ترفيهية، ويضم المشروع 8 مناطق، و14 بوابة على كل الاتجاهات، بوابات تمثل العصور، وتتفق مع طبيعة المكان، أبواب رئيسية، وأبواب فرعية، تاريخية فرعونية وإسلامية وقبطية وحديثة، صممت المناطق على صورة من صور التاريخ تحتوى على مجموعة من الأنشطة التى تقوم فى مجملها على إحياء التراث المصرى فى مختلف العصور، بداية من الفرعونى وحتى الآن، والجميل ما أعلن عن أن المنطقة بالكامل سيتم استغلالها على مدى أيام السنة بالكامل كمنطقة ترفيهية أوسياحية، بمهرجان أو مؤتمرات أو مواسم، على المستويات الشخصية أو الأسرية أو الرسمية. الخطى تسرع من أجل إنجاز المشروع فى موعده، لتكتمل الصورة الحضارية للمنطقة بكامل أركانها وعبق تاريخها، والحقيقة أن ما يتم فى تلال الفسطاط يواكبه فى نفس الوقت تطوير شامل وحديث لحديقة الأزبكية التاريخية فى قلب القاهرة، وهى التى تحتوى على مجموعات من الأشجار النادرة التى يرجع تاريخها إلى عقود وعقود مضت منذ أنشئت، بجانب احتوائها على بحيرة فريدة ونافورة أثرية، ومسرحها الروماني، والبرجولة الشهيرة، والكافيتريا، ومبنى نادى السلاح المصرى التاريخى، ويشمل التطوير 3 محاور، على رأسها الحفاظ على الأشجار التراثية ذات القيمة النادرة والعالية. بصراحة منظر الأشجار والخضرة يرد الروح فى أى مكان، وجميل أن يتم ذلك على مساحات كبيرة وجديدة، أو إحياء مناطق أهملت على مدى سنوات وسنوات ولها تاريخها، وكم أتمنى من وزير الإسكان النشط ومحافظ القاهرة الدءوب، المرور وإلزام أصحاب العقارات أو الفيلات، بترك مساحات بنسب لإقامة الحدائق، ونشرها، ويكفينا غابات الأسمنت التى نعيش فيها بلا حياة تماماً، كما نطالب بألا يقام عقار إلا إذا كان تحته جراج بعدد وحداته، بعد أن ازدحمت الشوارع، وتحولت لجراجات..