لم يكن إطلاق قذائف الشائعات زمان بالأمر الهين حيث كانت الشائعة تجد صعوبة بالغة فى الانتشار تحتم على مطلقها أن يكون مواجها للمستهدف الذى قد يكون استعد جيدا بسترة النجاة فتعود قذيفة الشائعة أدراجها وربما فشل وأطلق الشائعة على نفسه وقد تنفجر الشائعة فى وجهه. هناك اعتقاد لدى مطلقى الشائعات» فى زمن» الشات «- وهم من ضعاف النفوس- أن ما يفعلونه جزء من التقدم الذى حدث فى العالم وأن أي قذيفة من شائعتهم لا بد أن تصيب الهدف - حتى وإن كانت الشائعة تحمل هدفا خبيثا يهز الاستقرار - وأن الشائعة تخطت سرعتها الصوت حتى إنها قد تدخل البيت قبل أن يدخله صاحبه. ولم لا فقد لبسوا القناع الأسود فاختفت من أمامهم جميع «الأزرار» إلا «زرا» واحدا تشبثت به أناملهم العرجاء وانخرطوا فى هذه الوسيلة ينهلون من مساوئها التى تهدف إلى دهس الأخضر واليابس ،حتى إن مذاق تلك المواقع تغيرت رائحته لتزكم الأنوف بفعل إضافة مواد سيئة يستمتعون بتذوق مواقع «التناصل» الاجتماعى فاستوطنوا حولها وقدمت لهم الكذب فتجرعوه ،ومن أول جرعة أدمنوه وأصبحوا لا يطيقون الجلوس دون كذب يسمعونه أو يشاهدونه ، ثم خرج ليوسع دائرته بعد أن أفهمتهم هذه المواقع أن العالم أصبح قرية صغيرة، وهم يقطنون أحد أزقتها التى ليست فى حاجة إلى تواصل ،ليتدخل « الفيس» ويعبث فى عقولهم ويوهمهم أن الأبواب مازالت مفتوحة على بعضها والشبابيك والشرفات هى المكان المحبب للتواصل فأطلقوا فى ثلاثة شهور واحدا وعشرين ألف طلقة شائعة مغرضة كلها تهدف إلى تحويل « التواصل» إلى « تناصل»لكنها كانت شائعات لا أساس لها ،فقد تحطمت فوق أعمدة مصر المضادة لكل الأنواع. فتفرقوا وأصبحوا لا يملكون سوى التجريح والألفاظ الخارجة التى تبرز بيئتهم التى نشأوا فيها، ومن شب على شىء شاب عليه ،فالشائعة الخبيثة تهدم فقط دولا لا عماد لها، ومصرالقوية بأبنائها ستظل بلاد العز والكرم.