المستشفى الحكومى الكبير الذى يكلف ميزانية الدولة الكثير وفى النهاية لا يقدم الخدمة الصحيحة للمريض مما لا شك فيه أن عددًا كبيرًا من المستشفيات الحكومية على قدر كبير من الأهمية وتمتلك أحدث الأجهزة الطبية وكوادر طبية على أعلى مستوى لكنها تعانى من سمعة غير طيبة لدى الكثيرين بسبب الإهمال الذى يسرى فى جوانبها من العاملين فيها. هذه حقيقة للأسف رأيتها بعينى فى أكثر من مستشفى حكومى زرته أو تعاملت معه كمريض وقارنت بينه وبين مستشفيات خاصة عولجت فيها وخرجت بفكرة أن هناك إهمالًا ملحوظًا فى القطاع الحكومى بينما القطاع الخاص منضبط تماما بسبب وجود إدارة قوية تعرف كيف تجذب المريض إليها، لكن هناك جانبا مهما فى هذه القضية وهو أن الغالبية من الناس ليست قادرة على الذهاب للمستشفيات الخاصة التى يتطلب العلاج فيها مبالغ مالية تفوق دخولهم. ذهبت إلى أحد المستشفيات الحكومية الشهيرة للعلاج ومن الباب الرئيسى له تيقنت أننى فى الطريق إلى الفوضى.. المهم دخلت وأحسست بالحيرة من أول وهلة فلا أحد يدلك على وجهتك ولا يوجد موظف علاقات عامة يستقبل المرضى ليوجههم. وصلت لمكان الكشف وهناك منتهى الفوضى فعلا، ليس هناك أرقام للدخول إلى الطبيب وعشرات المرضى ينتظرون ومشاكل وخناقات بين المرضى وكل هذا بسبب سوء التخطيط وغياب النظام فى المستشفى. صورة سيئة لا نحبها فى مكان رعاية صحية حكومية مجهزة بأحدث الأجهزة وتتحمل الدولة نفقات كبيرة لكى تستمر فى أداء مهمتها لكن النتيجة ليست على المستوى المطلوب. تخرج من المستشفى وأنت قد اتخذت قرارا بعدم العودة إليه مرة أخرى. على جانب آخر.. مستشفى خاص صغير ذهبت إليه فى إحدى مناطق القاهرة.. من مدخله الرئيسى تشعر باحترام المكان للمترددين عليه.. تأخذ رقمًا من العيادة المتجه إليها وتجلس على كرسى آدمى فى انتظار دخولك للطبيب حتى ينادى على رقمك. تدخل إلى غرفة صغيرة بها ميزان للوزن وقياس درجة حرارتك ومعرفة معلومات عن الضغط وهل تزور العيادة لأول مرة أم جئت قبل ذلك ويعد ملفا كاملا عنك قبل الدخول للطبيب وكل هذا بالرقم الذى حصلت عليه وإذا أردت أى استفسار تجد الإجابة حاضرة وموظفين غاية فى الأدب، ناهيكم عن نظافة المكان، فتشعر أنك محاط برعاية طبية متكاملة وللعلم فإنك لا تدفع كثيرًا كما يظن البعض. كل خدمة طبية مدفوعة لكن بدون مغالاة فى الأسعار. أنت هنا تدفع مقابل ما يقدم لك وتغادر المكان وأنت تتمنى أن تعود إليه حتى يكتب الله لك الشفاء تماما. نموذجان من مستشفى حكومى ومستشفى قطاع خاص يعبران بصدق عن كيف تنجح الإدارة فى تقديم الخدمة للمريض الذى يحتاج فى بعض الأحيان لتعامل يؤثر فى حالته الصحية والذى أحزننى أن المستشفى الخاص يقل كثيرا فى إمكانياته وكوادره عن هذا المستشفى الحكومى الكبير الذى يكلف ميزانية الدولة الكثير وفى النهاية لا يقدم الخدمة الصحيحة للمريض. بالنسبة لى أرى بكل صراحة أن العاملين هم سبب رئيسى فى سوء تقديم الخدمة للمواطن لأنهم يعلمون أنهم لن يتعرضوا لأى عقاب بينما فى المستشفى الخاص يعرف الموظف مقدما أنه سيتعرض إلى لوم وخصم من راتبه الشهرى وربما الفصل من الوظيفة إذا أساء تقديم الخدمة المطلوبة. نرجو أن يعاد النظر فى أسلوب إدارة المستشفيات التى تتبع الحكومة سواء كانت تتبع المؤسسة العلاجية أو الوزارات أو الجامعات أو التأمين الصحى أو غيرها وأن يتم تطبيق اللوائح بحسم وإدراك لحقوق الموظف والمواطن.. مطلوب منظومة صحية متكاملة على رأسها وضع الموظف فى المكان المناسب.