تذكار سيامة البابا شنودة الثالث، خليفة لمارمرقس الرسول، هو تذكار مُسجل باحرف من نور، فى سجل أمام الله راعى الرعاة، ومُسجل أيضاً فى التاريخ المصرى والبشرى عامةَ وفى التاريخ الكنسى ، وفى قلوب الأقباط خاصة . 1- فبلا شك قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث هو البابا المعلم ، بل هو المعلم الصالح ، لأنه علم بالقدوة والفضيلة والعمل الصالح ، ولذلك كانت لتعاليمه أثر بالغ فى نفوس كافة سامعيه عامة ، وأبناءه خاصة . 2- كما أنه علم بخدمة الكلمة فى موضوعات متنوعة على مدى خمسون عاماً فى الإكليريكيات والمعاهد الدينية والمحافل الدولية ، وكذلك فى القداسات والاحتفالات والاجتماعات العامة والخاصة . 3- ومن جوانب تعاليم غبطته ، أنه كان يقدم التعليم فى موضوعات متنوعة تناسب كل فئة يتحدث إليها ، ومن بين جوانب هذا ، أنه كان يتحدث بالحوار مع الآخرين أو بإجابة الأسئلة التى كانت تقدم إليه ، أو بسير القديسين أو بالأشعار الروحية التى كان قداسته مشهوراً بها . 4- لاننسى إنه من جانب تعليم قداسته كانت ولاتزال له اعداد كبيرة من الكتب فى موضوعات مختلفة ، بالإضافة إلى أنه كان يكتب مقالات فى الصحف القومية والمجلات العامة والخاصة إلى جوار ذلك كان يصدر مقالاً أسبوعياً فى مجلة الكرازة . 5- ومع ذلك ترك غبطته للكنيسة اعداد ضخمة من العظات والمحاضرات لا أستطيع حصرها منها المسموع والمرئى والبعض منها على مواقع التواصل الإجتماعى والقنوات. 6- من جانب آخر كان لغبطته دوراً كبيراً فى الحوارات المسكونية ، مع كنائس الطوائف وتساعده لجنة من الكنيسة فى ذلك للوصول لأرضية مشتركة لتقود لحل المشاكل العقائدية مع تلك كنائس الطوائف إذا أمكن. 7- ونلاحظ على منهج قداسة البابا شنودة فى التعليم ، إنه كان يتحاور مع أصحاب التعاليم الخاطئة شفاهةً وكتابةً لتبصيرهم بأخطائهم والعمل على توقفهم ورجوعهم عنها ، إلى التعاليم الصحيحة وفى حالة تمسكهم بالتعاليم الخاطئة ، كان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية مع قداسته يتخذ قراراً سواء كان خاصاً أو عاماً ، يدرس ردود أفعاله قبل أن يصدره ، لذلككانت مواقفه وقرارته منهجاً يحتذى به فى الحياة العامة والخاصة. 8- من جوانب تعاليم قداسته التى كان يُعلم بها ، وتركت أثاراً لا تُمحى فى نفوس الإكليروس والأقباط ، هو إنه كان يُعلم بالمواقف المناسبة لكل شئ ، كما أنه كان قبل أن يُقرر قراراً سواء كان خاصاً أو عاماً ، يدرس ردود أفعاله قبل أن يصدره ، لذلك كانت مواقفهوقراراته منهجاً يُحتذى به فى الحياة العامة والخاصة . 9- ومما يميز تعاليم غبطته أنه كان يتكلم فى موضوعات عامة يخاطب بها جميع الناس أقباطاً ومسلمين ، لذلك تجدها تخدم الناس فى حياتهم الخاصة وتعاملاتهم مع غيرهم وفى نفس الوقت منها جانب كبير يخدم الوطن ومصالحه بصفة خاصة.. ولاننسى مقولته الشهيرة فى هذا الصدد والتى تقول : " إن مصر ليس وطناً نعيش فيه ، بل وطناً يعيش فينا ". 10-كل هذه الجوانب السابق ذكرها تؤكد أن قداسة البابا شنوده الثالث هوالبابا المعلم فى حياته وبعد إنتقاله إلى فردوس النعيم. ختاماً: نطلب من قداسته أن يذكرنا فى صلواته ، ويذكر وطننا العزيز مصر ، ويذكر أيضاً كنيستنا والعالم أجمع أمام عرش النعمة ، وذلك ليفتقدنا الله بمراحمه غير المحصاة . الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة رئيس رابطة خريجى الكلية الإكليريكية