بدمعة متحجرة لم تفلح حكمة وخبرات السنين فى منعها ولم يسمح لها كبرياء الحزن بالانسياب ردت العيون الزرقاء لحسين فهمى - فى الندوة التى حل بها ضيفًا على (الأخبار). على كلماتى عن قيمة الدرس وسمو المعنى الذى قدمه بالتزامه المهنى والأدبى وحرصه على المتابعة الدءوب لكل تفاصيل تحضيرات الدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائى بعد أيام قليلة من رحيل شقيقه الفنان مصطفى فهمى متجاوزًا أحزانه ليؤكد رئيس مهرجان القاهرة السينمائى إيمانه الراسخ بقيمة وأهمية الفن الحقيقى الذى عاش من أجله واقتنع برسالته وأظن أن هذه القناعة كانت منهجه الذى فرض عليه عدم التراجع عن بذل كل طاقاته لخروج الدورة ال 45 للمهرجان للنور رغم كل هذا الوجع الذى ينهش القلوب حزنًا على أهالينا فى غزةولبنان. لأنه ببساطة يرى فى السينما حياة وسلاحًا للمقاومة،، فقد يرى البعض فى إقامة المهرجان رفاهية وترفًا فى غير وقته مع استمرار هذا الاعتداء الغاشم على غزة - منذ أكثر من 400 يوم - أقل ما يوصف به أنه حرب إبادة وهمجية غير مسبوقة للأسف امتد مداها مؤخرًا إلى لبنان مع استمرار غياب الضمير العالمى وتأكيد على الصفر هو أكبر درجات هؤلاء فى اختبار الإنسانية. فماذا يفعل حسين فهمى الذى يفرح ويحزن ويبكى ويضحك بالسينما ويراها قلمًا وسيفًا ويتفق معه فى ذلك فريق المهرجان الذين وجدوا أنفسهم بين أمرين، مواصلة الغياب هذا العام أيضًا حزنًا وتعاطفًا مع عداد الشهداء الذى لا يتوقف ونزيف الدم الذى لم يجف أو إقامة المهرجان رافعًا لشعار دعم القضية الفلسطينية ومساندة لبنان، فاختاروا الطريق الثانى غير مبالين باتهامات سابقة التجهيز من البعض، هنا اتهامات وخدع واهية. هناك بأكاذيب عشنا فيها بعدما رددها الغرب إفكًا على مدار عقود بضرورة عدم الخلط بين الفن أو الرياضة بالسياسة،، أطلقوها،، وكانوا أول من تنكروا لها وظهر ذلك جليًا بعدما سقط القناع وأثبت أصحاب هذه الادعاءات أنهم أول من يخالفها - إذا عارضت مصالحهم - وتابعنا تحول مهرجاناتهم السينمائية وملاعبهم الرياضية لساحات سياسية ومنابر لخطب الساسة ومزامير تدافع عن باطلهم دون خجل أو مواربة.. فخيرًا فعل مهرجان القاهرة السينمائى فعندما تصبح القضية دماء أمة يصبح الحياد خيانة. وإن شاء الله دورة موفقة للمهرجان القاهرى صاحب الصبغة الدولية أحد أهم المهرجانات عالميًا وربما ينجح من خلال ضيوفه الأجانب فى إيصال صرخاتنا ليس إلى حكومات الدول التى بات التعلق بهم (سذاجة وهبل) ولكن إلى عقول وقلوب الشعوب التى مازال بها بعض من ضمير.