القدماء المصريون قالوا حِكمة «استمتع بالموسيقى والغناء واطرح كل الهموم وراء ظهرك.. ولاتذكر إلا مايبهج قلبك، قبل أن تصل إلى شاطئ الصمت» من انشودة عازف الهارب الضرير، وهذه الكلمات تجعلنا نفتخر بأن الموسيقى والفن أصولها مصرية منذ آلاف السنوات، حيث نجد أن المصريين القدماء هم أول من اهتموا وعرفوا بحبهم الشديد للموسيقى وشغفوا باللحن والأنغام وكانت الموسيقى تساعد على تهذيب النفس، وترقية الأحاسيس وكانت المعبودة حتحور معبودة للموسيقى وهناك ايضا المعبود «بس» الذى نراه يلعب على إحدى الآلات الموسيقية. وهذا ما أوضحه كبير الأثريين د. مجدى شاكر أن المصريين اهتموا بضبط الايقاع مما ساعد على توقيت النغم وتنظيم حركات التوقف وانتقال اللحن من مقطع إلى آخر، وقال أفلاطون عن الموسيقى فى مصر القديمة « علموا أولادكم الموسيقى المصرية القديمة ولا تعلموهم اليونانية، فعندما يتعلموا الموسيقى المصرية القديمة كأنهم تعلموا كافة الفنون لأنهم عندما يتذوقون الفنون وقتها سوف نغلق السجون». وأضاف «شاكر» أن المصريين هم أول من وضعوا أسس وأصول النوتة الموسيقية والسلم الموسيقى، حيث تعلم اليونانيون الموسيقى من المصريين القدماء ونقلوا ايضا الكثير من الآلات الموسيقية إلى بلادهم حيث وضع المصريون القدماء أسس السلم الموسيقى الخماسى ثم تطور بعد ذلك إلى السلم السباعى المتداول حاليا وتنقسم الآلات الموسيقية إلى ثلاث مجموعات وهى: الآلات الوترية وهى الطنبور، الكنارة، القيثارة، الجنك، وآلات النفخ وهى «المزمار، البوق الذى وجد فى مقبرة الملك توت عنخ آمون، والناى، أما عن الآلات الإيقاعية تعد آلات الايقاع من أقدم أنواع الآلات الموسيقية فى مصر ومنها: المصفقات أو الصاجات، الدف، الصلاصل وكان استخدامها مقصورا على النساء وتستخدم فى الأغراض الدينية مثل الصلاصل فى أيدى حتحور، وارتبطت الموسيقى فى مصر القديمة بالأغراض الدينية عند اقامة الشعائر والطقوس ومراسم الدفن وايضا الأعياد والاحتفالات والمراسم العامة.. وكان للقصر الملكى موسيقى خاصة به وارتبطت الموسيقى بطبيعة الحال مع الرقص والغناء وكان يغنى المصرى القديم فى أوقات العمل فى الحقل وفى المنزل وقد دونت على البرديات أغانِ كثيرة ونقشت على الجدران ومنها مايتصل بجمال الطبيعة ومباهج الحياة والحب والغرام حيث يتغنى العاشق بجمال محبوبته.